، انتقلت الحركة إلى تعميق قناعتها وبناء مؤسساتها وصياغة " حركة الشبيبة الإسلامية " تصوراتها ورؤيتها للتغيير صياغة نظرية من خلال أوراقها، كل ذلك مع محاولة تدعيم نفسية وسلوك المشاركة والنتقال إلى معايشة الواقع السياسي كما هو. وهذا التحقيب الذي اتخذه مســار المراجعات التي أقدم عليها قادة الحركة إلى ل يعنــي بالضرورة عدم تداخل هذه " : " محمد يتيم " حــدود بداية التســعينات، يقول المراحل واســتمرار كل واحدة داخل الأخرى، وإنمــا هذا الحديث عن الطابع العام المميز لكل واحدة منها ول يعني بالضرورة الوصول إلى الكمال في كل واحدة منها. غيــر أن المكســب الكبير الذي خرجت به الحركة هو تدعيــم خلق الحوار الداخلي والخارجي، هذه مسألة أولى. المسألة الثانية هي أنه لم يعد عندنا داخل الحركة مفاهيم أو أفكار أو اجتهادات مقدســة، فأضحى عندنا بحمد الله القابلية لمراجعة كل شــيء: الجتهادات، الأفكار، الأشخاص...كل شيء قابل للمراجعة على أساس الشرع وعلى . ((( " أساس الشورى داخل الهيئات المسؤولة في كامل الوضوح والشفافية يقــدّم هذا القول مجموعة من الخلاصات والإشــارات؛ التــي تعطينا النطباع الأولي عن نتائج المراجعات، التي أقدمت عليها الحركة خلال حقبة الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، والتي كان لها الأثر البليغ في مستويات التدبير التنظيمي ومنظومة التفكير، والتعاطي مع البيئة الخارجية للحركة. وأهم إشارة في هذا الباب؛ هي توصل أطر الحركة إلى القطع مع الفكر الشمولي الذي يقوم على إطلاقية المشروع وصحته مقابل باقي الأطاريح والمواقف السياسية. ، وهو ما يعني أنه " محمد يتيم " فالحركة فتحت الباب أمام مراجعة كل شــيء بتعبير بالرغم من التحولت التي أقدمت عليها الحركة فهي ما زالت قابلة لمراجعة مواقفها بما يتناسب والتحولت والتقلبات المجتمعية والسياسية، ما دامت هذه التحولت ل تخرج عن نطاق الشرع وأساس الشورى الداخلية بالحركة. وهــو ما يحيل على إشــارة أخرى؛ تتعلق بكــون الإطار الذي تمتح منه الحركة ممارســتها ظل ســاريًا في مرجعيته الدينية، فالحركة تعتبر قاعدة بناء خطابها متلازمة مع المرجعية الإســ مية، وهو ما يفسّــر عدم إقدام الدولة على العتراف الرســمي بالحركــة. وبالرجوع إلى طبيعة الخطاب الــذي كان يعبّر عن النقاش الداخلي القائم . 1992 مارس/آذار 23 ، 18 ، عدد " حوار مع جريدة الراية " محمد يتيم، (((
142
Made with FlippingBook Online newsletter