حركة " وهي " حركــة الإصلاح والتجديد " في ضوء هذه المتغيرات، اســتثمرت سابقًا، المراجعات التي أقدمت عليها في عقد الثمانينات، من أجل " الجماعة الإسلامية توســيع مجال الفرص أمامها لتحقيق أهدافها بالندماج الشرعي في المشهد السياسي المغربي. وقد تمثلت أولى الخطوات لتحقيق ذلك في استيعاب المتغيرات الطارئة، سواء على مســتوى البيئة الداخلية للنظام السياسي المغربي أو على مستوى بيئته الخارجية؛ وهو ما أدى إلى بروز المزيد من المراجعات التي مسّــت بالأســاس البنية التنظيمية للحركة وأيضًا القواعد المؤطّرة للتنشــئة الدينية والسياســية من داخلها، والتي كانت لها انعكاســات كبيرة تمثل أبرز تمظهراتها في الشــكل الذي أخذته الحركة نهاية عقد التسعينات. فــي حقل الحركات " بنية الفرص السياســية " كمــا تناولنا ســابقًا، يهتم مفهوم الجتماعية، برصد البيئة السياسية التي تشتغل داخلها الحركات السياسية والجتماعية، والتــي يمكن لها أن تكون عامً دافعًا نحو تطور الحركة واســتمرارها. ويهتم بذلك بتحليل الظروف المتغيــرة التي تطرأ على بنية النظام " بنية الفرص السياســية " مفهــوم السياســي، والتي من شــأنها أن تُحــدث انفتاحًا في بنية الفرص السياســية، وهو ما تســتثمره الحركات من أجل تحقيق بعض المكاســب التي تخدم أهدافها وتوجهاتها James " جيمس جاســبر " و Jeff Goodwin " جيف جودوين " التي قامت عليها. فوفق التغيرات السياســية " ، تعتبر " بنية الفرص السياســية " ، أحــد مطــوّري نظرية Jasper والجتماعيــة والقتصاديــة عوامل مركزية في بروز انفتاح في الفرص السياســية أمام Mobilizing المنظمات والحركات الجتماعية والسياسية (وهو ما يسمى ببنى التعبئة ) Framing Process )، ممــا يفضي إلى التحريــر الإدراكي (عملية التأطير Structures . ((( " وتطور الحركة وتقوية وجودها في الميدان مــن هذا المنطلق، تكتســي المتغيرات الناتجة عن التحــولت التي يُقدِم عليها النظام السياسي، دورًا مركزيّا في خلق النفتاح في الفرص السياسية، التي إذا ما جرى (1) Jeff Goodwin and James M. Jasper, Caught in a winding, snarling vine: The structural bias of political process theory, Sociological Forum , Vol. 14, no. 1, ( 1999) , p. 37, https://bit.ly/2tY2Kqi.
150
Made with FlippingBook Online newsletter