الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

مع أحزاب الحركة الوطنية، والسهر على تجويد مدونة النتخابات بما يحفظ نزاهتها، حتى يضمن مشاركة أحزاب الكتلة الوطنية بها. ب. متغيرات البيئة الخارجية: بناء الفرص السياسية حركة الجماعة " شــكّلت بداية عقد التســعينات مرحلة فاصلة وفارقة في تاريخ (الإصلاح والتجديد)، فمن خلالها ســيتحدد مصير الجماعة ســواء في " الإســ مية علاقتهــا بالســلطة السياســية، أو في علاقتها مــع باقي الفاعلين السياســيين؛ حيث ضخَت عملية المراجعة النقدية التي أقدمت عليها الحركة خلال عقد الثمانينات على المســتوى الفكري والسياســي والتنظيمي، دينامية جديدة في دماء الحركة، مما أعطى انطباعًا بســلمية مشــروع الحركة؛ الأمر الذي أسفر عن بناء نوع من الثقة تجاهها، لم تتأكد بشــكل كلي حتى استرســلت الحركة في اســتثمار فرص هذه الثقة، وذلك عبر الإقدام على مزيد من المراجعات النقدية سواء على مستويات خطابها أو على مستوى ممارستها في الميدان. وفي هذا الإطار، لم يقتصر عمل الحركة في اســتثمار المتغيرات الظاهرة بالبيئة الداخلية للنظام السياسي المغربي، ولكن أيضًا في استثمار المناخ الإقليمي والدولي، الــذي أضحى ينتج فرصًا أخرى اســتثمرتها الحركة بشــكل إيجابــي لتزكية وجودها الشرعي بالمشهد السياسي المغربي. مدركة تمام الإدراك، طبيعة الضطراب " حركة الإصــ ح والتجديد " فقــد باتت الذي أصاب البيئة الخارجية، خصوصًا ما أســفرت عنه تجربة الســلطة الجزائرية مع ، وما تولّد عن هذه العلاقة المتوترة من أحداث دموية، " الجبهة الإسلامية للإنقاذ " حركة انعكست سلبًا على مجموع المجتمع الجزائري نظامًا وشعبًا. خلقت هذه الأحداث توجسًا من طرف السلطة السياسية بالمغرب؛ وهو ما يفسر ، " جماعة العدل والإحســان " إقدامهــا على حملة من العتقالت في صفوف أعضاء تحرزًا لما يمكن أن يشكّلوه من خطر على الستقرار السياسي، جرّاء ما يحملونه من أفكار معارضة للشــرعية التاريخية والدينية للمَلَكية؛ فتم فرض الحصار على مرشــد ، ليتلــوه الإعلان عن حل الجماعة 1989 ديســمبر/كانون الأول 30 الجماعــة بتاريخ ، ثم اعتقال أعضاء مجلس الإرشــاد في الحادي عشر 1990 بتاريخ يناير/كانون الثاني من نفس الشهر.

154

Made with FlippingBook Online newsletter