الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

من جهة ثانية، فأمام إقرار جميع الفاعلين السياســيين في المغرب بقوة حضور التيار الإســ مي، أضحت المراهنة على صناديق القتراع بمشــاركة الفاعل الإسلامي عملية غير مضمونة النتائج، لذلك تم تسييج الخيار الديمقراطي بالتركيز على المشروعية التاريخية، فبدأ الحديث عن ضرورة بعث التوافق الذي كان قائمًا بين العرش والحركة الوطنيــة في إطار المطالبة بالســتقلال، وبعث التعاقد بيــن العرش والحركة الوطنية . ((( كضمانة أساسية لتأهيل البلاد للانخراط في القرن المقبل الرئيس التونســي، " زين العابدين بن علي " ليس ببعيد عن الجزائر، اســتحضر تجربة الإســ ميين بالجزائر التي سمحت فيها الســلطة السياسية بقيام حزب سياسي ، وأدرك طبيعة الآليات التي يستخدمها التيار 1989 ، في سبتمبر/أيلول " جبهة الإنقاذ " حزب " الإسلامي لستقطاب أتباعه ومناصريه، لذلك رفض رفضًا قاطعًا السماح بقيام . ((( ذي المرجعية الإسلامية " النهضة منــاخ البيئــة الخارجية هذا ألقى بظلاله على علاقة الســلطة السياســية بحركة على تغيير اسمها لحركة – كما تطرقنا ســابقًا – ، التي أقدمت " الجماعة الإســ مية " حتى ل تعطي النطباع بأنها تمثل مرجعية وتصورًا جديدًا للدين، " الإصلاح والتجديد " وحتى تنفي عن عاتقها صفة التمثيلية والحتكارية للمرجعية الإسلامية. ؛ على 1992 وفي ســبيل ترســيخ هذا التصور، أقدم أعضاء الحركة، بمايو/أيار ، والذي " التجديد الوطني " تقديم طلب الترخيص لتأسيس حزب سياسي أسموه بحزب بالرغم من تأكيد أعضاء الحركة على أن مرجعيته هي مرجعية سياسية ومدنية، مع نفي أية صلة وارتباط ما بين مشــروع الحركة ومشــروع الحزب، إل أن السلطات رفضت الترخيــص له، وجرى إرســال مبعوث من القصر يُثنــي على أعضاء الحركة من أجل التراجع عن فكرة تأسيس الحزب والمشاركة في العملية النتخابية، وذلك نظرًا لعدم ، قائد الحركة " عبد الإله بنكيران " مواتــاة الظرفية الخارجية والإقليمية لذلــك. ويقول الحســن الثاني، لأول مرة في حياته وأظن لآخر مرة، أرســل إليّ الســيد، " آنذاك: إن أحمد بن ســودة، الذي حصل على هاتفي، وزُرْتُه، وقال لي: إن الحســن الثاني يقول حديث القيادي الشتراكي، محمد اليازغي، أمام اللجنة المركزية للاتحاد الشتراكي للقوات الشعبية، ((( . 1994 نوفمبر/تشرين الثاني 6 ، عدد جريدة الاتحاد الاشتراكي ، (الدار الإسلام السياسي في الوطن العربي للمزيد حول هذا الموضوع، انظر: محمد ضريف، ((( . 158 )،ص 1992 البيضاء، منشورات المجلة المغربية لعلم الجتماع السياسي،

155

Made with FlippingBook Online newsletter