الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

. ((( " من الأذى أو إزاحة عرقلة من الطريق هي عمل صالح إذا كانت متغيرات البيئة الخارجية لم تسمح للحركة بالمضي قدمًا نحو تأسيس حزب سياسي، والدخول لغمار الممارسة النتخابية والمنافسة السياسية إل أنها قدمت لها مجموعة من الفرص السياســية من أجل ترســيخ وجودها، خصوصًا أنها لم تلاق تضييقًا تنظيميّا من قبل السلطة السياسية. فقد اقتنع أعضاء الحركة بأن وجودهم داخل الساحة السياسية، لن يكون بالعملية اليسيرة ولن يتحقق إل عبر مسلسل من الندماج التدريجي في المجتمع السياسي. لهذا عمدوا إلى استثمار الفرص السياسية المتاحة أمامهم تنظيميّا، عبر مزيد من النقد الذاتي داخليّا، وفتح قنوات الحوار سواء مع السلطات الرسمية، أو مع باقي الفرقاء السياسيين. التكيف مع خصوصية الإسلام الرسمي ● مــن الخطــوات التي أعقبــت فترة البحث عن الشــرعية القانونية التي ســعت إليها الحركة خلال بداياتها التأسيســية بعقــد الثمانينات، كانت خطوة ملاءمة خطابها وطروحاتها مع الخصوصية الإســ مية المغربية؛ فقام الرهان على التخلص من إرث الفكر الإخواني، الذي طبع ممارسة وخطاب أعضاء الحركة. وذلك في سبيل استكمال مسار العتدال وكسب المزيد من الثقة من طرف السلطة السياسية، بالتأكيد على أنها حركة دعوية إصلاحية وفق الخصوصية المغربية. والتكيف مع الخصوصية الإسلامية المحلية، اقتضى في بداية الأمر قبول العمل تحت مظلة الشــرعية الدستورية المغربية التي قوامها الملكية الدستورية، والمشروعية الدينية للملك؛ وهو ما يعني أن الحركة راجعت كل مقولتها التي تنعت نظام الحكم بالطاغوت، وأنه بعيد عن تطبيق الشريعة الإسلامية وكونه نظامًا يعادي الحركات ذات المرجعية الإسلامية. قبلنا الملكية الدســتورية وانتبهنا إلى " في هذا الصدد: " عبد الإله بنكيران " يقول أهمية الصفة الدينية للملك، وأننا كلنا نخرب بيوتنا بأيدينا، فالصفة الدينية للملكية هي مكســب للدين وإن التفريط فيها ســيكون مصيبة ل يعلم إل الله نتائجها، وأن نكون في دولة دينية اسمها المملكة المغربية ينص دستورها أنها دولة إسلامية، خير من أن . 56 ، مصدر سابق،ص الإسلاميون الإصلاحيون رشيد مقتدر، (((

157

Made with FlippingBook Online newsletter