الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الواقــع الجديــد الذي انخرطت فيه الحركة بداية مــن الثمانينات، دفعت قادة الحركة إلى وضع مسافة بينها وبين خطاب جماعة الإخوان المسلمين والبحث عن مسوغات بديلة، لخطابها الدعوي يتلاءم وخصوصية الإسلام المغربي. وقد استفادت الحركة في هذا الباب من النقاش الذي أثاره بعض المفكرين الإســ ميين في نقد تجربة ومســار جماعة الإخوان المسلمين. إذ أدى انســداد الأفق الدعوي والسياســي أمام الحركة بحملها للفكر الإخواني، إلى التفكير في خيار يوائم البيئة المغربية، حتى تتفادى الصطدام مع أطياف المجتمع المغربي، سواء السياسية المتمثلة في أحزاب اليسار المناوئة لخطاب سياسي بمرجعية إسلامية، أو من طرف مشايخ وعلماء المجالس العلمية الذين ظلوا يرون في خطاب الحركة بحمولته المشــرقية تعارضًا مع البيئة الإســ مية المغربية. أو في علاقتها من السلطة السياسية التي لم تكن تقبل بوجود مرجعية سياسية تحت أفكار إخوانية. على ضوء ذلك، اضطرت الحركة إلى الختيار بين تهميشــها وعزلها من طرف المجتمع، أو فرض خطابها المســتخرج من المرجعية الإخوانية، فاتجهت خلال بداية التســعينات إلى استكمال مراجعاتها لهذه المرجعية، وتدشين موجة من النقد الفكري من " لتوضيح هذه النقطة: " محمــد يتيم " ، يقول " المودودي " و " ســيد قطب " لخطاب الناحية السياسية فأدب المحنة الذي كان يؤطّر فكرنا قُمنا بمراجعته، فهو ل ينطبق مئة . خصوصًا فيما يتعلق بالنظرة للمجتمع ومختلف أطيافه ((( " بالمئــة على واقع المغرب وسبل النخراط فيه وهو ما سيُبرز تدريجيّا فقه المشاركة السياسية، الذي بدأ التأصيل له عبر مناقشــات داخلية كانت نتائجه ملموســة على أرض الواقع، عبر اتجاه الحركة نحو البحث عن إطار تنظيمي يؤطّر فعلها السياسي. المشاركة في جامعات الصحوة الإسلامية ● إن النظام المغربي لم يكن مختلفًا عن غيره من الأنظمة في الســعي إلى ضبط العلاقة بين الدين والمجتمع، وإبقاء المســألة الدينية بعيدة عن التســييس، وقد تعامل ، من دون أن " زعزعة لعقيدة المسلم " دائمًا بصراحة مع الحركات الإسلامية باعتبارها يفقد وسائل احتوائها والتحكم في مسارها، سواء بتأصيل إسلامية الدولة عبر القوانين . 100 ، مصدر سابق،ص الإسلاميون الإصلاحيون شهادة محمد يتيم، (((

159

Made with FlippingBook Online newsletter