الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

، 1980 والتشريعات، أو بعقد الندوات ذات الطابع الديني، كندوة الإمام مالك، في سنة ، وندوة البيعة والخلافة في الإسلام بالعيون، 1981 وندوة القاضي عياض بمراكش، سنة حركة " . وقد التقطت ((( ، وبتأســيس الجامعة الصيفية للصحوة الســ مية 1985 ســنة هذه العناصر المؤسّســة لعلاقة النظام السياســي بالشأن الديني، " الإصلاح والتجديد بكثير من البراغماتية؛ حيث لم تمر أية مناسبة دينية رسمية إل وسَعَتْ إلى النخراط بأنشــطتها بإيجابية وفعالية؛ وذلك في ســبيل فتح قنوات الحوار والتواصل مع السلطة السياســية، حتى تعطي النطباع بأنها لم تعد حركة معارضة لثوابت المملكة، بل هي مستعدة لستثمار هذه الثوابت من أجل مزيد من تكريس الهوية الإسلامية للدولة. تأسيسًــا على ذلك وبعد أن تناولنا في المحاور السابقة المراجعات التي أفضت إلى مغربة تصورها للهوية الإســ مية، وإلى اســتيعابها " بحركة الإصلاح والتجديد " للمضمون الفقهي والشــرائعي كما تنص عليه القوانين والنظم المعيارية في المغرب. اتجهت الحركة بغير قليل من المراجعة نحو إبراز ذلك على المســتوى العملي، عبر ممارســات تؤكــد من خلالها أن تحولها الفكري والتنظيمــي الذي أقدمت عليه، هو اختيار اســتراتيجي ومنهجي، يرمي إلى إخراج الحركة من موقع العزلة والقطيعة، إلى موقع المشــاركة والمبادرة. وهكذا، كانت استجابتها للدعوات الرسمية من قبل وزارة الأوقاف والشــؤون الإســ مية، وإن كانت جسّــا للنبض من قبل السلطات السياسية، فرصة سانحة للحركة من أجل تطبيع وجودها على مستوى المشهد الرسمي. وبناء عليه، اســتجابت الحركة للدعوة الموجهة إليها، لحضور فعاليات الجامعة الصيفية للصحوة الإسلامية، وهي فعالية رسمية تم عقدها في ثلاث دورات (سنوات وبإشراف " الحسن الثاني " )؛ تحت الرعاية الشــخصية للملك 1992 ، و 1991 ، و 1990 ؛ حيث " عبد الكبير العلوي المدغري " من وزير الأوقاف والشــؤون الإســ مية آنذاك في أول نسخة من الجامعة الصيفية للصحوة " عبد الإله بنكيران " شارك رئيس الحركة ، وشــكّلت بوابة لإيصال صورة الحركة واســتعراض نظرتها 1990 الإســ مية ســنة وتوجهاتها، كما شــكّلت أول فرصة للقاء قيادي من الحركة مع أعلى ســلطة سياسية ، الذي استقبل على شرفه ضيوف الجامعة. " الحسن الثاني " بالبلاد، الراحل ، (لندن، الوسط اللندنية مجلة ، " خفايا عالم الحركات الأصولية السرية في المغرب " رضا الأعرجي، ((( . 22 )،ص 1992 ديسمبر/كانون الأول 7 ، 45 عدد

160

Made with FlippingBook Online newsletter