الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الجذور التاريخية والاجتماعية للحركة الإسلامية المغربية

تفــرض عملية دراســة أية حركة إســ مية، تتبــع المراحل التــي تبلورت فيها كأيديولوجية ومذهب، أي بمعنى آخر كعقيدة سياسية متكاملة، وذلك بتحليل مقولتها وطروحاتها ثم رصد التحولت التي طرأت عليها. أن الحركة الجتماعية تمر بمراحل ((( في هذا الباب، يرى بعض علماء الجتماع ، مرورًا " القلق الجتماعي " أربعة قبل أن تصل إلى مرحلة التنظيم، فهي تبدأ أولً بظهور ، مع الأخذ " التنظيم " انتهاء بمرحلة " مرحلة التشــكيل " ، ثم " الإثارة الجمعية " بمرحلة بعيــن العتبــار عدم وجود فواصل وحدود قاطعة بيــن كل مرحلة. ويقصد بالمرحلة الأولى الخاصة بالقلق الجتماعي وجود حالة من عدم التوازن في المجتمع مما يؤدي الإثارة " إلــى حالة من القلق الجتماعي، التي تؤدى بدورها إلى المرحلة الثانية وهي بمعنى تحريك الأفراد، واســتثارة دوافع وأفكار جديدة تزيد من حالة التبرم " الجمعية الموجودة، في هذه المرحلة تعمل على إعادة تقييم الأساليب والأفكار التقليدية القائمة والحث في المقابل على إيجاد أساليب جديدة في العمل والتفكير، أي إن عمق الإثارة الجمعيــة يؤدي إلى خلق مفاهيم ومعتقــدات جديدة عند الأفراد تحركهم نحو أدوار اجتماعية، إل أن هذه المرحلة تحتاج إلى وجود ميكانيزمات أخرى حتى تأخذ الحركة الجتماعية شكل التنظيم. للتحــولت التي طرأت على " براديغم تحليلي " لهــذا، لــن تكتمل عملية بنــاء الحركة الإســ مية بالمغرب من دون الوقوف على الأســباب الرئيســة والعميقة التي كانت وراء نشأة هذه الحركة، وتحديد الظروف السياسية والجتماعية والثقافية (خلال كانت سببًا مباشرًا في تشكل " فترة الســتينات والســبعينات من القرن الماضي)، والتي ، (القاهرة، مركز المحروسة للنشر والخدمات الدولة والحركات الإسلامية المعارضة هالة مصطفى، ((( . 55 )،ص 1996 الصحفية والمعلومات،

15

Made with FlippingBook Online newsletter