الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

. ((( " نظرية سياسية واجتماعية تنادي بالإسلام حّ لكل مشاكل العصر من وجهة نظرها أولً: سياق النشأة وإرهاصات التشكل: في إعادة تأصيل الظاهرة لمــاذا يســاند بعض الناس الحــركات الدينية؟ ولماذا ينتمــي بعضهم لحركات إســ مية في مجتمعات يعتبر الإســ م دينها الرســمي؟ هذه بعض التســاؤلت التي . Islamology بعض الباحثين في حقل الإسلامولوجيا – ول يزال يثيرها – أثارها فالحركة الإسلامية شأن الحركات الجتماعية والسياسية؛ لها مسبّبات نتجت عن ميلادها ومحفزات لنتشارها ومسارات لتشكلها سواء على مستوى الخطاب المؤسّس لأيديولوجيتها، أو على مستوى الأطر المؤسّسة لتنظيماتها. لهذا، تحتم الدراسة النبش الأركيولوجــي فــي تاريخ ظهور الحركات الإســ مية بالمغرب، ليس إعادة لأحداث تاريخية ووقائع تم تناولها في دراســات ســابقة بغير قليل من الدقة والتركيز، ولكن بهدف دراســة الســياقات والخلفيات القتصادية والجتماعية والسياســية والتاريخية الدافعة لهذه النشأة. . الستعمار وأزمة المجتمع التقليدي: بروز المطلب الهوياتي 1 لقد ظهرت أولى التعبيرات الحركية الإســ مية كتوجه سياســي قائم الذات في المغرب، مع أواخر الســتينات وبداية الســبعينات قبل أن تنتشــر بشــكل واسع بداية . ((( الثمانينــات من القرن الماضــي، وإن كانت جذورها تعود إلى أبعد من ذلك بكثير فالواقع السائد آنذاك كان يحيل على مجموعة من التغيرات البنيوية سواء على مستوى المؤسسات المجتمعية، أو على مستوى المؤسسات السياسية، في بلد خارج لتوّه من نير الستعمار. بما يعني ذلك من استلاب الإرادة الشعبية والإدارية من قبل مؤسسات المستعمر، المدفوعة بقوة عسكرية وثقافية؛ الأمر الذي خلّف شرخًا في الهوية المحلية القائمة على العقيدة الإســ مية، وما تمثله من شعور ديني، يزكّي الإحساس بالنتماء لثقافة وتقاليد الوطن التاريخية التي تتعارض كلية مع ثقافة المستعمر الواردة قسرًا. لهــذا، لعبــت الهوية الإســ مية المغربيــة دورًا بارزًا في التعبئــة للكفاح ضد . 11 و 10 )،ص 2006 ، (بيروت، دار الطليعة للطباعة والنشر، الإسلام الحركي عبد الرحيم بوهاها، ((( ، (الدار البيضاء، 1 ، ط المغرب المعاصر: الخصوصية والهوية..الحداثة والتنمية محمد عابد الجابري، ((( . 76 )،ص 1988 المركز الثقافي العربي،

16

Made with FlippingBook Online newsletter