الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الســتعمار، واستكمال مســار الستقلال خلال حقبة الســتينات من القرن الماضي. أو ما سمي بنظام الحماية، وتعدد معاقل 1934 و 1912 فالكفاح ضد المستعمر ما بين ، خصوصًا عبر التشبث بالهوية الثقافية ((( المقاومة المنسقة أذكى جذوة النتماء المغربي والجذور الإســ مية للمجتمع التي طالما شــكّلت الدرع الواقية أمام القوة العسكرية للمســتعمر. لهذا، من المهم جدّا الأخذ بعين العتبار دراســة متغير الهوية، لما توفره من قاعدة للمصالح الفردية والمشــتركة، وخريطة عمل للتعامل مع الظروف السياسية فالإســ م باعتباره مخزنًا للإيمان والمعرفة، يسهّل المشاركة في الحياة " والجتماعية؛ . فكيف لعب هذا المتغير ((( " الجتماعيــة ويوفر مصدرًا للتضامن والتحول المجتمعي في استنبات الفعل الجماعي لدى الحركات الإسلامية؟ أ. نظام التضامنات في البنيات الجتماعية التقليدية يلاحَظ من خلال تتبع التحولت السوســيولوجية العميقة التي عرفها المغرب؛ سواء خلال حقبة الستعمار أو خلال الفترة التي تلت ذلك، التأثير البالغ الذي خلّفه التدخل الســتعماري في تشــكيل وإعادة تشــكيل منظومة القيم وسلوك الأفراد تجاه المؤسســات الرســمية لدولة الستقلال، اســتجابة للتغيرات الديمغرافية، والحضرية، والقتصادية والسياسية التي عرفها المغرب إبان تلك الحقبة من تاريخه المعاصر. وهو ما يستعيض عن التعاطي التجزيئي للعوامل المؤسّسة للفعل الحركي الإسلامي، والتي تهمل كثيرًا تأثير العوامل الجتماعية والقيمية في تفسيرها لنشأة الحركات الإسلامية، مما يحتم دراسة الظاهرة في سياقها التاريخي. فبــزوغ مطلــب الدولة الإســ مية؛ كإطار تعبــوي قامت بالترويــج له الحركة الإســ مية بالمغرب خلال أواخر الســتينات وبداية السبعينات، والذي شكّل المرجع الأســاس لفعلها الجماعي، هو وليد وضع اجتماعي وسياسي رافض للواقع الحاضر. لكن الســؤال الذي ينطرح هنا هو: كيف يمكن الســتدلل سوسيولوجيّا على الإطار الرمزي الذي أفرزه هذا الوضع وأدى بدوره إلى إنتاج فعل جماعي قائم على مرجعية ، تقرير موضوعاتي، (الرباط، " 2025 تقرير الخمسينية: المغرب الممكن آفاق " المملكة المغربية، ((( . 26 و 25 )،ص 2006 بدون دار نشر، ، ترجمة فهد حسين، (بيروت، مركز نماء للبحوث الإسلاميون والسياسة التركية محمد حقان يافوز، ((( . 29 )،ص 2017 والدراسات،

17

Made with FlippingBook Online newsletter