الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الرئيسية لهذه الفرضية، إلى أن دمج القوى المحافظة والمتشددة دينيّا وأيديولوجيّا قد يؤدي إلى استئناسها ونزع النزياح الأيديولوجي عن أطروحتها الفكرية وترشيد فكرها السياسي. ومردّ هذه المقولة أن ثمة ميً لدى الفاعلين الجتماعيين والسياسيين، إلى إبداء قدر من المرونة في خطابهم وممارستهم، ولو تكتيكيّا، من أجل تعظيم مكاسبهم . وقد شكّلت محطة النتخابات ((( وحماية مصالحهم وزيادة تأثيرهم في المجال العام ، أول فرصة حقيقية لفاعلي الحركة الإسلامية المغربية من خلال 1997 التشريعية لسنة من أجل ولوج البرلمان، كنواب يحملون القبعة السياسية " حركة التوحيد والإصلاح " (الإصلاح " حركة التوحيــد والإصلاح " لقــد تكونــت الإرادة الحثيثة لدى أطر والتجديد ورابطة المســتقبل الإســ مي قديمًا)، في النخراط الكلي باللعبة السياسية بالمغــرب منذ نهاية الثمانينات. وقــد تأتّى هذا النخراط مع الندماج الفعلي بحزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية وفق مسار طويل، كانت تكلفته حدوث تحولت واضحة في سلوكهم وخطابهم. من أبرز تجليات هذه التحولت النتقال من شرعية الدعوة والمسجد إلى شرعية " حركة التوحيد والإصلاح " النتخابات والبرلمان؛ إذ انتقل مركز الفعل السياسي لأطر من المسجد إلى المجال العام، وما يحمله ذلك من دالت ومعان واقعية ورمزية. وهو تحول ربما ل يلاحظه كثيرون؛ لكنه على درجة عالية من الأهمية من وجوه عدة؛ فمن جهة ثمة فارق كبير بين فضاء المســجد وفضاء البرلمان؛ الأول هو فضاء أيديولوجي وتعبوي بامتياز ول يخضع لأية قواعد للمراقبة أو المراجعة، في حين أن الثاني هو فضاء رقابي بالأساس ويخضع للمحاسبة والمراقبة وأحيانًا للعقاب. لذا، فإن ما يقال على المنابر قد ل يصلح تحت قبة البرلمان. والمسألة هنا ل تتعلق بازدواجية الخطــاب والمواقــف، بقدر ما ترتبط بالمواءمات السياســية. ومن جهة ثانية، إذا كان النص هو مصدر القوة والتأثير في المسجد، فإن الفعل السياسي والرقابي والتشريعي ، في كتاب " التيارات السلفية في مصر: تفاعلات الدين والأيديولوجيا والسياسة " خليل العناني، ((( ، (الدوحة، المركز العربي الإسلاميون ونظام الحكم الديمقراطي: اتجاهات وتجارب جماعي: . 152 )،ص 2013 للأبحاث ودراسة السياسات، وليس العمامة الدعوية. اقتحام عقبة النتخابات ●

174

Made with FlippingBook Online newsletter