كان الحزب سيُحَلّ بدون شك، فحزب العدالة والتنمية كان بالنسبة لخصومه مزعجًا، " مرجعيتُه الإسلامية جعلته غير مرغوب فيه من طرف بعض المسؤولين في الدولة، ربما لم يكونوا مســتعدين حتى للنظر في وجوهنا وبالأحرى أن نكون شــركاء معهم في شــيء ما. ثم إننا حزب ديمقراطي، فلدينا من الســذاجة ما يكفي لنكون ديمقراطيين لحد الآن، وحزب نظيف ومنظم وموجود، لم يكن بوسعهم مواجهتنا بدون مبرر يبرر . ((( " التخلص منّا فقد ضاقت الفرص السياسية أمام الحزب جراء التهم التي وجهت له من طرف خصومه السياسيين، وقد بدا أن هناك منحى في محاصرة الصعود والتمدد الذي أضحى ، كنّا 1996 إلى 1992 من " مضيفًا: " بنكيران " يعرفه النتشار السياسي للحزب. يسترسل ، أصبحوا يتسامحون معنا بمقدار معين. 1996 ممنوعين، وبعدما نظّمنا مؤتمرنا، ســنة ، بدأت الجهات التي تتخوف 2002 مقعدًا في انتخابات 42 لكــن عندمــا حصلنا على مايو/ 16 منّــا تقول إنه يجب التعامل معنا بشــكل مختلــف. عندما حصلت أحداث أيار، مع الأســف الشــديد، اعتبر خصومنا أن تلك هي المناسبة لتصفية حزبنا. أعتقد أن الفضل في الحيلولة دون حل حزبنا يعود، بعد الله، إلى جلالة الملك، وقد قلت هذا مرارًا. تتبعتُ الأحداث في تلك الفترة وكنت على اتصال بوزير الأوقاف والشؤون . ((( " على اتصال بجلالة الملك وعلى اتصال بنا من خلاله " ، الذي كان " الإسلامية ، تزامن مع 2003 مايو/أيار 16 فالســياق الذي جاءت فيه الأحداث الإرهابية، لـ ، المنتعش بالفوز السياســي الذي حققه " لحــزب العدالة والتنمية " الصعود السياســي مقعدًا 14 مقعدًا، مقابل 42 ؛ حيث ظفر الحزب بـ 2002 بالنتخابات التشــريعية لســنة بالولية التشــريعية التي ســبقتها. وهو انتصار يشــي بأن الفاعل الإسلامي؛ انتقل من مســتوى البحث عن شــرعية وجوده الرســمي، إلى مســتوى أكثر تقدمًا بالبحث عن تقويــة هذا الوجــود. فتجربة المغرب مع وجود بعض أطر الحركة الإســ مية داخل المنافســة السياسية الرسمية حديثة، وبالتالي عملية التطبيع مع هذا الوجود كان يجب أن تأخذ بعض الوقت، خصوصًا في ظل الظرفية الإقليمية والدولية التي كانت تشهد آنذاك الحرب الدولية على الإرهاب بقيادة الوليات المتحدة الأميركية، جرّاء الأعمال . 52 ، مصدر سابق،ص " حوار مع مجلة زمان " عبد الإله بنكيران، ((( المصدر نفسه. (((
185
Made with FlippingBook Online newsletter