الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

العامة. ومع مرور الوقت أصبحنا أكثر خبرة وقدرة على تقييم السياســات الحكومية بطريقة مفصلة، وكذلك على إبرام صفقات سياســية، ونحن نتطلع إلى توســيع هذه . ((( "ً الخبرات مستقب في المحصلة، إن التوجه نحو تقييم المشاركة الأولى للحركة الإسلامية بالنتخابات التشــريعية، يفضي إلى أنها كانت مشاركة تحت المراقبة، ولقد وعى الإسلاميون هذه الحقيقة؛ مما جعلهم يحسبون أخطاءهم ويعملون بحذر على استثمار الفرص، سواء ما يهم بالشأن الداخلي أو ما يتعلق بالشأن الخارجي. فشاركوا بشكل متدرج ومحسوب، فتم قبولهم ضمنيّا وبشــكل غير مباشــر باللتفاف على مطلبهم القانوني وحقهم في في الحياة " حزب العدالة والتنمية " العمل السياسي. وهكذا، يمكن القول: إن مشاركة السياســية الشــرعية ولّدت نموذجًا لفاعل إســ مي معتدل، ولو بشكل متدرج إل أنه أضحى يبرز الكثير من التوافق مع قواعد الديمقراطية والممارسة السياسية المدنية. ب. التجاه نحو التمييز بين المجال الدعوي والمجال السياسي مايو/أيار الإرهابية فارقة فقط على 16 لــم تكن التداعيات التي خلَفتها أحداث مستوى الوزن النتخابي للحزب ووجوده بالمشهد السياسي، ولكن كان لذلك انعكاس (حركة التوحيد والإصلاح). وهو النقاش " بالحركة الأم " أيضًا على مســتوى علاقته الذي لم يكن مطروحًا على المستوى الداخلي للحزب، الذي يشكّل امتدادًا لحركة آتية من الحقل الدعوي، بما يعني ذلك من توظيف القاموس الديني والممارســة الخطابية في العمل السياسي. من جانب آخر، كان للممارسة السياسية التي اكتسبها قياديو وأطر الحزب؛ سواء من داخل قبة البرلمان أو من خلال الحتكاك المباشــر بقضايا وانتظارات المواطنين، أو من خلال الصراع السياسي مع باقي التيارات السياسيين، انعكاس مباشر على توجه . وهو ما " حركة التوحيد والإصلاح " الحزب نحو طرح مســألة علاقته المباشــرة مع ترتب عنه سلسلة من النقاشات والمراجعات الداخلية، التي أفرزت في نهاية المطاف أطروحة التمييز الوظيفي ما بين الممارســة السياســية للحزب، والممارســة الدعوية للحركة. . 2005 ديسمبر/كانون الأول 22 ، عدد التجديد ، " حوار مع جريدة التجديد " سعد الدين العثماني، (((

198

Made with FlippingBook Online newsletter