بســبب البيئة السياســية المقيدة في المغرب، " حزب العدالة والتنمية " فقد تبنَى ومعها جملة الشروط التي تفرضها السلطة السياسية، مواقف معتدلة إزاء سائر القضايا الجتماعية والسياسية، وفي الوقت ذاته، كان حريصًا على عدم تنفير قطاعات واسعة . لهذا، ظل ((( من قواعده التي انجذبت إليه أصً بســبب إطاره المرجعي الإســ مي يمزج بين الخطاب الديني بالتأكيد على مرجعيَته الإســ مية، التي اســتمد خطابها من المفاهيــم والتصــورات لحركة التوحيد والإصلاح والخطاب السياســي الذي فرضته الممارسة النتخابية، والممارسة التشريعية من داخل قبة البرلمان. كما أســفر النهج الذي اتبعته الحركة في اعتماد خيار الإصلاح بالتدرج كخيار وحيد للعمل السياســي، والعتراف بالإطار المؤسســاتي والدســتوري كإطار شرعي لممارسة أنشطتها السياسية، والإيمان بتعددية الخطاب والمرجعيات السياسية، واختيار توجهات الآخرين، عن انحصار الخطاب الإقصائي، والخطاب الطهراني المستند إلى المرجعية الدينية للتفكير في السياسة، سواء في علاقة الحركة بالنظام السياسي القائم نهج " أو مــع باقي التيارات السياســية. كل هذا أدى إلــى تحول تدريجي للحركة من توجيه النتقادات الأيديولوجية المريرة والأحكام القاطعة، نحو صياغة برامج سياسية . ((( " عملية وواقعية، وبذل جهود بنّاءة للتأثير على السياسات العامة حزب العدالة " وبالرغــم مــن أن التحولت والمراجعات التي أقــدم عليها قادة قبل الندماج في العمل السياســي الرســمي، قد أفضت إلى تبني المفاهيم " والتنمية الحديثة في الممارســة السياســية كالقبول بالآخر والتعددية السياسية، والتداول على الســلطة والديمقراطيــة، إل أن العلاقــة القائمــة بين الحزب والحركــة الأم (حركة التوحيد والإصلاح)، ظلّت تثير العديد من الإشكاليات في مسار الحزب، الذي يتجلى تخصصه في العمل السياسي المباشر واليومي المتعلق بالنتخابات والتنافس لعضوية بالمؤسســات الدســتورية، في الوقت الذي يتجســد دور الحركة في العمل الدعوي والتربوي والتكويني. وقد برزت هذه الإشــكاليات بشــكل جلي خلال المحطات النتخابية لسنوات مؤسسة كارنيجي ، " حزب العدالة والتنمية في المغرب: المشاركة ومعضلاتها " عمرو حمزاوي، ((( :) 2017 أكتوبر/تشرين الأول 26 ، (تاريخ الدخول: 2008 أكتوبر/تشرين الأول 8 ، للسلام الدولي . https :// bit . ly / 2TlGilG المصدر نفسه. (((
199
Made with FlippingBook Online newsletter