فما الذي أحدثه المستعمر في البنية الجتماعية للمجتمع المغربي؟ كان المغرب يتسم، في بداية القرن المنصرم، بنسبة تمدن ضعيفة جدّا، ل تتجاوز نسبة التمدن في حوالي 1960 في المئة من مجموع السكان. وقد حدّد إحصاء سنة 8 في المئة؛ مما يعني تزايدًا في النمو الطبيعي لسكان الحواضر وأساسًا نتيجة دينامية 29 . إن القراءة العلمية لهذه الأرقام الموزعة على هذا ((( الهجــرة مــن البوادي نحو المدن النحو تطرح عدة أســئلة جوهرية؛ تتعلق بالدور البنيوي الذي أحدثه الســتعمار في 29 في المئة مع دخول المســتعمر للمغرب، إلى 8 عمليــة التحضــر التي انتقلت من في المئة في بداية الســتينات، أي بعد أربع ســنوات من خروجه من المغرب. فالبنية الجتماعية السائدة في مغرب ما قبل الستعمار كانت بنية تقليدية، تقوم على مجموعة من الخصائص ســواء تعلق الأمر بالقيم الســائدة أو فيما يتعلق بشكل وطبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع؛ إذ كان التنظيم الجتماعي في المجال القروي يرتكز على تدبير ، والتي كان يُســنَد لها شــؤون " آيت الربعين " و " الجماعة " الشــؤون اليومية من طرف تدبير القبيلة، كما كانت تجسد إرادة الجماعة وتجسد المقاومة ضد الأنانيات الفردية نحو الستبداد الذي كان يبدو لدى قُوّاد بعض القبائل، كما تمثل اللتحام " والمنحى . ((( " ضد التهديدات الخارجية ولطالما شــكّلت الأســرة بدورها صمام أمان للفرد في كل ما يتعلق بالأدوار: الملجأ عند الحاجة " التعليميــة والقتصادية والصحية في حالــة المرض، وكانت هي . ((( " والضرورة وهي التي تقي الفرد ضد مخاطر الحياة فقد عاشت مؤسسة الأسرة في المغرب تحولت دالّة؛ انتقلت من نموذج العائلة الأسرية، إلى نموذج الأسرة " الأَنْوية " الممتدة التي يتساكن فيها عدد من الأجيال ومن التي يتســاكن فيها الأبوان والأبناء فقط، وبرزت أيضًا أشــكال جديدة من " النوويــة " الأسر نتيجة الهجرة وارتفاع نسبة الطلاق وتعقد الحياة اليومية، مثل الأسرة الوحيدة، والعازبات اللواتي يَعُلْنَ أُسرًا، والعازبات اللواتي يسكنّ لوحدهن، وغيرها من أنماط نموذجًا، بين 282 مــن " الأســر التــي حصرها البحث الوطني حول الأســرة في أكثر . ((( " الأسرة البسيطة والمركبة . 32 ص ، المملكة المغربية، تقرير الخمسينية، مصدر سابق ((( . 22 المصدر نفسه،ص ((( . 22 المصدر نفسه،ص ((( (4) Rapport : Famille au Maroc: les réseaux de la solidarité familiale , Haut-Commissariat au Plan du Maroc, 1995, p. 47.
19
Made with FlippingBook Online newsletter