الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

كاســتراتيجية للتنمية من طرف الطبقة الحاكمة. لقد أدت هذه السياســة إلى تفشــي الفوارق الطبقية، والضغط على الطبقة المتوســطة التي أخذت تفقد بســرعة وضعيتها كطبقة مرشــحة للصعود على الســلم الجتماعي، لتجد نفســها تقترب أكثر فأكثر من وضعية الطبقات المحرومة التي تعيش في ضائقة متزايدة وبالتالي اليأس. 900 ارتفعت نسبة العائلات التي ل يتجاوز دخلها 1970 وسنة 1960 فبين سنة 3000 إلى 900 في المئة، أما فئة الدخل المتوسط (من 17 إلى 9 درهم في الشهر من 3000 بالمئة، بينما فئة الدخل المرتفع (أزيد من 48 إلى 72 درهم) فقد انخفضت من في المئة، فمن الواضح أن نموّا قويّا بين 34 إلى 18 درهم في الشــهر) ارتفعت من الفئتين (فئة الدخل الضعيف وفئة الدخل المرتفع) يتم على حساب فئة مداخل الطبقة . ((( الوسطى ومــن الطبيعي أن يكون شــباب هذه الطبقة مــن المعلمين والموظفين والصغار والطلاب وتلاميذ الأقســام النهائيــة في الثانويات، أكثر الفئــات وعيًا بهذه الوضعية المتدهورة، وأكثر إحساسًــا بالفوارق الطبقية المتزايدة التي أصبحت تشكّل مَعْلَمًا من ينتمي " معالم المغرب المعاصر. وإذا أضفنا إلى هذا أن الطبقة الثرية، التي تزداد ثراء، أفرادها في الغالب إلى الأرســتقراطية المدينيَة التي تشــكّل هيكل الطبقة البورجوازية التقليدية ومنبت الطبقة التقنو-بورجوازية، وأن الطبقة المتوسطة المهددة بالفقر وتزايد ، ((( " الإملاق تنتمي في جملتها إلى الأوساط التي تقع خارج الأرستقراطية المدينية تلك أدركنــا الدوافع الطبقية الخفية التي تجعل الســتجابة ممكنة لكل دعوة إلى التغيير.. خاصــة عندما تســتند هذه الدعوة إلى ما هو حاضر دومًا فــي نفوس ووجدان أفراد الطبقات المتوسطة، نعني بذلك: الدين. فقد كان باديًا أن البديل التحديثي المتمثل في المشروع الوطني القومي العصري بمختلف أشكاله في المجتمعات الإسلامية لم يتمكن من تقديم الحل التاريخي النهائي لهذه المجتمعات. بناء على ذلك، تولدت حالة من الإحباط القتصادي والجتماعي، جرّاء خيبة الأمل من مشروع الدولة الوطنية القائمة على أنقاض نظام الحماية، التي كان من المأمول فيها أن تستجيب للآمال الواسعة للشرائح المجتمعية، وللفئات المتضررة ، (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، المجتمع والدولة في المغرب العربي عبد الباقي الهرمسي، ((( . 83 )،ص 1999 ، 3 ط . 230 مصدر سابق،ص المغرب المعاصر، محمد عابد الجابري، (((

25

Made with FlippingBook Online newsletter