الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الثقافية والدينية، فالظروف الجتماعية والثقافية للحاضر وفَرت البيئة الحاضنة لعملية التي تمثّــل اللّحمة والبنية ذاتها للهوية الجمعية " للذاكرة الدينية " التعبئة والســتدعاء والهوية الفردية، كرد فعل على وضع إحباط اجتماعي وثقافي نسبي؛ مما يسمح ببناء مرجعية الماضي وتحويله إلى سلاح ضد حاضر يواجَه بالنقد أو الرفض. . فشل مشروع التحديث: تبلور المطلب الهوياتي 2 تبينّا سابقًا كيف أن الحماية أدخلت تغيرات بنيوية في الهيكلة التراتبية الجتماعية بالمغرب، تجلّت آثارها الكبرى بعد الســتقلال، على الخصوص؛ في انطلاق حركية التصنيع داخل المجال الحضري والهجرة من البوادي نحو المدن، وتغيير مورفولوجية ، الذي لم ((( المجتمع، وظهور أشــكال جديدة للتراتبيات الجتماعية والتمدن الســريع يكن نموّا قائمًا على تخطيط مسبق، بقدر ما جاء مفروضًا جرّاء النمو المتسارع لعملية الهجرة القروية نحو المدن؛ مما أدى إلى استبدال أشكال التضامن الجماعية التقليدية بتدخل الدولة وسيادة الدولة المعطاء، وبنهج سياسة تحديث تنظيم المجتمع والنشغال بالمركزية والتأطير. وقــد أســهمت الدولة بدورها مــن خلال اتباع النمــوذج القتصادي الموروث بمؤسســاته وقوانينه عن نظــام الحماية، في إضعاف وتهميش المؤسســات التقليدية كالقبيلــة والجماعة قصــد الحتفاظ بها تحت مراقبتها عبر احتــكار التأطير الإداري تقادم المؤسســات التقليديــة للتضامن وخلق " للســكان. وقــد أدى هذا الوضع إلى تدريجيّا تبعية للدولة، بدون أن تعوض أشــكال التضامن المؤسســاتية بشــكل سريع . ((( " وناجع التضامن التقليدي أ. بروز تقليدانية المقتَلَعين لقد عرفت نهاية الســتينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي بالمغرب، أزمة خانقة في المجالت كافة، القتصادية والجتماعية والسياسية والثقافية؛ إذ بدا واضحًا ، التي وقع الختيار عليها في أوائل الستينات " الليبرالية الواقعية " حينذاك فشل سياسة . 10 ، مصدر سابق،ص " تقرير الخمسينية " المملكة المغربية، ((( . 23 و 22 المصدر نفسه،ص (((

24

Made with FlippingBook Online newsletter