التناقضات، ما بين الشعارات والآمال التي تم التبشير بها، وما بين النتظارات الشعبية التي بدأت تفقد الإجماع السياسي على مؤسسات الدولة. تعتبر الزمنية الممتدة ما بين الحصول على الســتقلال إلى أواســط السبعينات، زمنية تأكيد نموذج حكم النخب المحلية بالمغرب، وزمنية بروز المعارضة اليســارية ضــد هذه النخب. وقد غدت النخب الحاكمة موضع اتهام مزدوج من قبل الحركات الإســ مية الصاعــدة، التهــام الأول: يعيب علــى هذه النخب عــدم وفائها بوعود الستقلال، كونها لم تتابع القطيعة مع المستعمر على الصعيد الرمزي. والثاني: انبثق ببطء، ويشــير إلى كون هذه النخب لم تقابل طلبات المشاركة السياسية الأولى سوى . وبما أن النخب التي تولّت مقاليد الســلطة السياسية في المغرب ((( باســتبدادية قمعية بعد الســتقلال، لم تُدرِج ضمن اهتمامها معالجة ذلك التصدع الذي أصاب الذهنية الجماعية داخل المجتمع المغربي، بعدما أصبحت الشــفرات الثقافية للمجتمع تحتل ؛ فإن النتيجة المتمخضة عن هذا التهميش كانت تتمثل في بروز البوادر ((( مكانًا هامشيّا الأولى لميلاد الحركة الإسلامية كرد فعل على الأخطاء التي ارتُكبت في فترة ما بعد فالجماهير التي ناضلت من أجل الستقلال اعتقدت بأن كل شيء انتهى " الستعمار، بمجرد الحصول على الستقلال وإقامة الدولة الوطنية في حين أن الدولة الوطنية هي . ((( " نقطة البداية وبالمــوازاة مع بــروز البوادر الأولــى للحركات الإســ مية بالمغرب، أخذت المواجهة المفتوحة بين النخب الحاكمة والمعارضة اليسارية بُعدًا جديدًا خلال الفترة ، عقب تداعيات احتجاجات تلاميذيَة خلال 1975 وســنة 1965 الممتدة ما بين ســنة ، مما أدى بالجيش للنزول إلى شوارع مدينة الدار 1965 مارس/آذار من سنة 25 - 23 البيضاء وإطلاق الرصاص على المتظاهرين، مما أسفر عن العشرات من الضحايا الذين قضوا، ناهيك عن المئات من المواطنين الجرحى، وبعد هذه الأحداث بثلاثة أشــهر ((( أعلن الملك حالة الســتثناء، وهو ما يعني توقيف العمل بالدســتور وحل البرلمان ، ترجمة: سحر سعيد، (القاهرة، قدمس للنشر الإسلام السياسي في زمن القاعدة فرانسوا بورغا، ((( . 56 )،ص 2018 والتوزيع، . 83 ، مصدر سابق،ص صوت الجنوب فرانسوا بورغا، ((( . 13 ،ص 1993 ، عدد نوفمبر/تشرين الثاني مجلة الوسط ، " ملف الأصولية " جاك بيرك، ((( (4) Michel Abitbol, Histoire du Maroc (Tempus Perrin, 2014), p. 571.
30
Made with FlippingBook Online newsletter