أ. انحصار المعارضة اليسارية بَنَت التيارات اليســارية شرعيتها منذ البداية عبر الستثمار في المشاعر المحبطة جرّاء السياسات العمومية للدولة الوطنية الحديثة، وتوظيف شعارات العدالة الجتماعية والشتراكية والرفع من مكانة القوى العاملة في الشأن السياسي. وقد شهدت الجامعات والمدارس المغربية إبّان حقبة الســتينات، تنامي الأدوار التعبوية للتنظيمات اليســارية، عبر نقد السياســات ومشــروعية النظام السياســي القائم؛ وذلك عبر استخلاص رؤى تمتح وجودها وكينونتها من القراءات التي تقدمها الماركسية اللينينية، لنهيار الأنظمة الرأســمالية وإحلال البديل الشتراكي مكانها. غير أن هذا الخيار ستتآكل شرعيته مع الهزيمة التي منيت بها الشــعوب العربية، أمام الجيش الإســرائيلي فيما سمي بالنكسة ، وهو ما أدى إلى مراجعة العديد من الشعارات والمقولت والآمال 1967 العربية سنة المرجوة في مشروع القومية العربية، القائم على مبادئ الشتراكية اليسارية. جمال " تأسيسًا على ذلك، إذا كان شعار الوحدة والقومية العربية الذي نادى به خلال فترة الستينات من القرن الماضي، والذي وجد صداه لدى مختلف " عبد الناصر القوى اليســارية العربية. قد قدم إلى حدّ بعيد؛ حّ لأزمة الهوية عند العرب. إل أن حطمت حلم الوحــدة العربية وحطمت معه صرح الشــخصية العربية 1967 هزيمــة الفرديــة. وهكذا، عادت أزمة الهوية العربية النفســية والروحية إلى الظهور من جديد ولكــن هذه المرة؛ بحدة لم يســبق لها مثيــل، وتركز البحث اليائس عن البدائل حول وظهور الخط الإسلامي " الشــتراكية الثورية والتحررية الغربية والأصولية الإسلامية، . ((( " في السبعينات بديً مسيطرًا ب. انحصار دور العلماء وتأميم الشأن الديني اســتفاد العلماء في المرحلة الأولى بعد الســتقلال من دعم المؤسسة الملكية، فقــد كان هذا الدعم راجعًا أساسًــا إلــى اعتمادهم كأداة للصراع مــع الأيديولوجية اليســارية، التــي بدأت تجد لها صدى في صفوف الشــباب والنخــب المثقفة آنذاك، وممتصّ للصدمات التي يمكن أن توجهها هذه القوى للمؤسســة الملكية. كما جرى اعتمادهم من جهة أخرى كقوة مضادة للتيارات الصوفية التي ضعفت نتيجة التشكيك . 65 ، مصدر سابق،ص صوت الجنوب فرانسوا بورغا، (((
32
Made with FlippingBook Online newsletter