الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

في ظل خصوصية هذا الســياق؛ فقد نشــأت هذه الحركات إذن في ظل واقع مخلَفات " يتســم بضعف الســتناد إلى المرجعية الإســ مية في الحياة العامة، وسببه عصر الجمود والنحطاط بسبب تأثير الحتلال الأجنبي على هوية المغاربة المنطلقة من مرجعية الإسلام من خلال محاربة مصدر المقاومة ثم استمرار الخضوع والتبعية، . ((( " واستمرار الستعمار في سياق ما بعد الستعمار وتجدر الإشــارة إلى أن اســتخدام تعبير الهوية السياســية الإسلامية هنا، يعني عملية الشــعور بالتأثيرات الجتماعية والسياسية للإطارات المرجعية، المصوغة دينيّا، واســتغلال هذه الإطارات كوســائل سياســية لتحقيق أجندات دنيوية. وعليه، فميلاد الحركات الإســ مية كحركات هوياتية، يمثــل مرحلة الدفع الثالثة في مرحلة القضاء ، وتبدأ هذه المرحلة الثالثة في " فرانســوا بورغا " على الســتعمار كما يذهب إلى ذلك التي انعكس عليها التأثير " أي المجال الثقافي " التعبيــر عن ذاتها على تلك الأرضيــة الأجنبــي علــى مدى أطول مما حدث في المجالت الأخرى. فالمد الإســ مي من الخليج إلى المحيط، تعبير عن إدانة لطبيعة العلاقات الثقافية التي كانت ســائدة أثناء المرحلة الســتعمارية. وتصبح أرضية الأيديولوجية والشــفرات والرموز، هي الإطار الذي تتم فيه محاولة إعادة التوازن في العلاقات مع الشمال في مرحلة ما بعد القضاء . ((( على الستعمار الخلاصة هي أن خطاب الحركات الإســ مية نشأ كجواب هوياتي على إخفاق الدولــة الوطنية الحديثة، دولة ما بعد الســتقلال، فــي أداء دورها التاريخي المتمثل بقيادة شعوبها إلى المصالحة مع التحديث وإزالة العوائق التاريخية من وجهه الموروث عن الفترة الســتعمارية، من أجل الرقي بهذه المجتمعات في ســلم التقدم والتنمية كلمــا زادت حدة الإخفاق زادت حدة الخطاب الهوياتي " القتصاديــة والجتماعية. و المقابــل لذلك، وصارت الشــعارات المرفوعة تحمل في مضمونهــا تهديدًا واضحًا . لكن الســؤال الــذي ينطرح هنا هو؛ كيف يمكن الكشــف عن ((( " للدولــة الحديثة ذلك إمبريقيّا؟ وهل يمكن إثبات ذلك وفق مقاربة السوسيولوجية المهنية والخلفيات ، (الرباط، حركة التوحيد " 1998 ميثاق حركة التوحيد والإصلاح " حركة التوحيد والإصلاح، ((( . https :// bit . ly / 2FENfGx ، 10 و 9 )،ص 2018 والإصلاح، . 86 ـ 85 ، مصدر سابق،ص صوت الجنوب فرانسوا بورغا، ((( . 437 ، مصدر سابق،ص الإسلام السياسي ومأزق الحداثة محمد الكوخي وابراهيم أمهال، (((

38

Made with FlippingBook Online newsletter