وتجدر الإشــارة إلى أن اختيار المقاربة الكمية في هذا الجزء من البحث، يجد تبريره في ضرورة البحث عن أجوبة عملية للأسئلة التي جرت مناقشتها في المبحث السابق، من قبيل تأثير دينامية الهجرة في إفراز فئة اجتماعية من المجتثين ماديّا ومعنويّا مــن أصولهم الجتماعية، وكيف أســهم ذلك في بــروز مطلب الهوية كرد فعل على السياســات الستعمارية، والذي تجسد بالملموس من خلال تهيكل هذا المطلب بعد ما خلّفته سياســة التحديث القســري، التي جرى تكريسها مع توجهات الدولة الوطنية حديثة الستقلال. . الخلفية الديمغرافية 1 يعتبــر اللجوء إلى النبش فــي الخلفية الديمغرافية للأعضاء المؤسســين للفعل الحركــي الإســ مي بالمغرب، واحدة مــن الأدوات المســاعدة لتفكيك المحفزات الرئيسية لنشأة الحركات الإسلامية بالمغرب. أ. الفئة العمرية خلال مرحلة اللتحاق بالحركة الإسلامية من خلال النتائج المتوصَل إليها من دراسة العينة المعتمدة، يتضح أن الحركات الإسلامية في المغرب كانت تمتد على قاعدة بشرية شابة ومتعلمة؛ حيث شكّل الوسط المدرسي والجامعي بصفة أهم، مركز دعاية وقاعدة دعم بالنسبة لهذه الحركات. كما " عبد الكريم مطيع " بقيادة " حركة الشبيبة الإسلامية " أن التوجه التعبوي الذي اعتمدته ، كانت تتجه رأسًــا نحو تشــكيل آلية استقطاب تجعل من تلامذة ((( " إبراهيم كمال " و الثانويات وطلبة الجامعات زادها الرئيس، لهذا حينما نتجه إلى دراسة الهيكلة البنيوية ، والذي تكلف " عبد الكريم مطيع " للحركة نجد في قمة الهرم المرشــد المتمثل في بمهمة تأطير فئات الأساتذة والمعلمين، ثم نجد فئة الشباب من التلاميذ والطلبة والتي جرى اعتماد منهج تأطيري خاص بها، وهي مهمة كانت موكولة لنائب مرشد الحركة . " إبراهيم كمال " آنذاك، أما بخصوص متوسط عمر نشطاء هذه الحركة خلال فترة انضوائهم تحت غطاء سنة، وبأرقام إحصائية كما يوضح الرسم 19 الفعل الحركي، فقد استقرت في حدود ، أحد المؤسسين للحركة الإسلامية بالمغرب، 1931 إبراهيم كمال من مواليد الدار البيضاء سنة ((( ، عبد الكريم مطيع. " حركة الشبيبة الإسلامية " مارس مهنة التدريس، وكان يعتبر اليد اليمنى لمرشد
40
Made with FlippingBook Online newsletter