الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الجذور الأيديولوجية والثقافية المؤسّسة للفعل الحركي الإسلامي بالمغرب لن تكتمل الصورة التركيبية لنشــأة الحركة الإســ مية بالمغرب، بالقتصار فقط على اســتقصاء أصولها التاريخية وجذورها الجتماعية، من دون البحث والنبش في أصولها الفكرية وقاعدتها الأيديولوجية؛ وهو ما من شــأنه أن ييســر ويســهل عملية فهم التحولت التي طرأت على ميكانيزمات اشــتغال هذه الحركات، منذ تأسيســها إلى اليوم، بالرغم مما يكتنف هذه العملية من إشــكالت منهجية ومعيارية، تســتدعي استثمار مجموعة من آليات وأدوات تحليل مضمون الخطاب الذي تأسست عليه هذه الحركات في بداياتها الأولى. وعلى هذا الأســاس، يتجه البحث في هذا الشــق من الدراسة نحو المرجعيات الأيديولوجيــة التــي اعتمدتها هذه الحركات في عملية التأطير والتنشــئة في صفوف نشطائها مستثمرين بذلك المعطيات المتحصّل عليها من خلال دراسة بيوغرافيا العينة المعتمدة في الفصل الســابق، وأيضًا بالبحث في المسالك الذي اتخذتها هذه الأفكار على المستوى التنظيمي الذي اعتمدته الحركات الإسلامية كهيكل حركي في ممارسة أنشطتها وتصريف خطاباتها. أولً: التكوين العقائدي إن دراســة التحولت التي طرأت على فعل الحركات الإســ مية في المغرب، يفترض استحضار المعطيات التاريخية الخاصة بالأصول الفكرية التي قامت عليها هذه الحركات، سواء على مستوى التأصيل العقائدي أو على مستوى التأصيل الأيديولوجي، وعلى رأس ذلك العناصر التي تدخلت في التكوين التربوي والدعوي في بدايات تنشئة مؤسسي هذه الحركات، وذلك حتى يتسنى لنا الإحاطة بطبيعة المتغيرات الفكرية التي

51

Made with FlippingBook Online newsletter