الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

تدخلت في بلورة الرؤية السياسية والدينية لهؤلء المؤسسين في بداياتهم الأولى.

. الأصل السّلَفي 1 ظلّت مرحلة التكوين الحركي العقائدي لدى الحركة الإســ مية المغربية تتســم بالغموض والتستر، وذلك لطبيعة التنظيم السرية، وكذا لعدم علنية الوثائق والكراريس الداخلية التي كانت الحركة تعتمدها في عملية التعبئة والتنشئة. لكن بالرجوع إلى السير الذاتية للنشــطاء، وتتبع القاموس المفاهيمي في المجــال التداولي الداخلي للحركة، يمكن التوقف عند مجموعة من الســتنتاجات والحقائق في عملية التكوين العقائدي الذي تأسس عليه أول تنظيم حركي إسلامي بالمغرب كالتأثر بالفكر السلفي من قبل العديد من الشــيوخ ورموز هذا التوجه، قبل النضمام إلى العمل الإسلامي الحركي، ومدى تأثير ذلك على تكوين شخصية النشطاء ورؤيتهم للقضايا الجتماعية والسياسية. أ. السّلَفية العقائدية كمنطلق أيديولوجي مع حصول المغرب على الســتقلال وبروز قوى ونخب حاكمة، تســتمد قوتها من التشبع بالقيم الغربية من جهة ورفع شعار بناء الدولة الحديثة من جهة ثانية، فشل المشروع التحديثي الموعود، وأفلست الشعارات التي قامت من أجلها دولة الستقلال. ســتبرز جرّاء ذلك في الأفق دعوات لإحياء العقيدة والمجتمع، بدعوى افتقار النظام القائم للشرعية الدينية والإسلامية للحكم. وليس من المستغرب أن يكون أول من دعا لهذا المطلب اثنان من المتتلمذين على يدي شيوخ السلفية الوطنية بالمغرب، وهما: جمعية " الأمر الذي أفضى إلى تأســيس " ؛ " عبد الكريم مطيع " و " محمد زحل " الشــيخ ، التي كانت في بدايتها تتكون من مجلس ضَمّ (أربعين) عضوًا من " الشبيبة الإسلامية ، وكلاهما من " إبراهيم كمال " وينوب عنه " عبد الكريم مطيع " رجال التعليم برئاســة إعادة التربية وفق أســس " هيئة التعليم. تركزت أهداف الجمعية في بداية الأمر حول وقيم إسلامية ومحاربة الأمية والتوجه والهتمام بالمرأة ومجموعة من الأنشطة الثقافية . ((( " والمدنية حول الفترة التأسيسية لحركة الشبيبة " محمد زحل " وبالعودة إلى شــهادة الشيخ . 45 ، مصدر سابق،ص الحركة الإسلامية المعاصرة بالمغرب عبد الناصر فتح الله، (((

52

Made with FlippingBook Online newsletter