الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

ب. مناهضة السلفية الإصلاحية يؤكــد قــادة الحركة الإســ مية في المغــرب أنهم لم يكونوا مــن ثمار جامعة القروييــن، بــل لم يكن للجامعة أي دور يُذكر في التأصيل أو التقعيد لهذه الحركات؛ فالحركات الإسلامية كانت تجسّد إلى حدّ كبير انعكاسًا للمد السلفي المشرقي، ولم تمثل أبدًا امتدادًا للمنهج التعليمي المحلي؛ فالتيار الســلفي الوطني يلتقي إلى جانب التيار الإسلامي الحركي المتشكّل بداية السبعينات، على صعيد المرجعية الفكرية التي على " ابن تيمية " و " للغزالي " نهل منها العقيدة الإســ مية، والفكرة السلفية الوســيطة وجه خاص. فيما عدا ذلك فهما يختلفان في الإشــكالية، ومناهج النظر، والأهداف، ووســائل بلوغها. نعم؛ يجمع بين الخطابين رفض مشــترك للواقع القائم، وتطلع إلى تحقيــق النهضــة والنبعاث الحضاري للمجتمع والأمة. غير أن أيّا منهما ل يشــاطر الآخر تقديره لأسباب التخلف والنحطاط اللذين تردى فيهما المسلمون، ول تقديره . ((( لكيفيات معالجة ذلك، وللأدوات التي ينبغي التوسل بها للانتهاض كانت أكثر انغلاقًا على مصادرها الداخلية والذاتية، " الشبيبة الإسلامية " فســلفية فهي لم تَرَ في صحوة المسلمين إل عودتهم لتجارب الماضي، أي إنه ل حاجة لمنبّه خارجي لإيقاظ الوعي، بما يعكسه ذلك من انغلاق أمام المنظومات المعرفية الحديثة، . ففكرها ظل شديد النغلاق أمام المنظومات المعرفية ((( وما يتضمنه من نظرة معيارية لها الحديثــة، رافضًا العتراف بحجية أو شــرعية مبادئها، منتدبًا النفْس لمقارعتها بأفكار السلف؛ وشديد العتداد بالذات، والماضي، حريصًا على حراسة حقائقه المطلقة من لأنها " الآخر " الشك والنقد. ولذلك لم يكن يجد سببًا وجيهًا لفتح حوار مع منظومات ! هكذا، وخلافًا للإصلاحية الإسلامية، ‍ عارية عن الشرعية، ل تستحق نظرًا أو مناظرة إلى ((( " عبد الإله بلقزيز " ذهبــت المقالة الصحوية أي (الحركية الإســ مية) في نظــر مهاجمــة العِلْم وتفنيــده، ووضعه وضعًا حدّيًا في مقابل الإيمان؛ وذهبت إلى مقارعة فكــرة الدولة الحديثة (المدنية والديمقراطية) بدعوى أنها دولة علمانية ملحدة مجافية وإلى تطبيق الشريعة. وأخيرًا، أَبَتِ الإقرار بحاجة " الدولة الإسلامية " للدين، داعية إلى منبر مجلة ، " الإصلاحية الإسلامية والصحوة الإسلامية: آليات القطيعة والستمرار " عبد الإله بلقزيز، ((( . 34 )،ص 1999 ، سنة 39 ، (العدد الحوار

. 34 المصدر نفسه،ص ((( . 34 المصدر نفسه،ص (((

55

Made with FlippingBook Online newsletter