الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الوعي الإسلامي إلى تزويد نفسه بمعرفة برّانية، معتبرة ذلك شكّا في مطلقية الأفكار الإسلامية الموروثة، وتنازلً غير مشروع عن مرجعيتها الواحدة. وهــذا ما يؤكــد التعارض التام الذي قامت عليه المســالك المتبعة لدى الجيل الأول المؤسّــس للحركات الإسلامية المغربية، مع المســلكيات الفكرية التي نشأت عليها الســلفية الوطنية التي كانت تدعو إلى التحديث؛ فهي كما يؤكد الراحل، علال إذا كانت بباعثها الحنبلي ترمي إلى تطهير الدين من الخرافات التي أُلصقت " الفاسي، به، والعودة إلى روح السنّة المطهرة، فإنها ل تقصد من وراء ذلك إل تربية الشخصية الإسلامية، على المبادئ الإسلامية التي جاء بها الإسلام، بصفته المتكفل بصلاح الأمة . ((( " في دينها ودنياها في " الشبيبة الإسلامية " مقارنة هذا الطرح مع ما باتت تنافح من أجله أطر وكوادر بداياتها التأسيسية، تلاحظ الفرق الشاسع بين المنحى الذي تشرّبت به السلفية الأولى، والمنحى الذي اتخذته السلفية الوطنية سبيً لنقد المجتمع وبناء النهضة المنشودة. " عبد الكريم مطيع " ، كما استعان بها " للشبيبة الإسلامية " فالأيديولوجية الســلفية في بداياته الأولى، قامت على إقامة التغيير الجذري، عبر اتخاذ الثورة السياسية سبي ً، فقد فرض عليه أن يكون خطابًا شموليّا يختزل " وانغلاقه على المصادر الثقافية الذاتية؛ الثقافة في السياسة، والمجتمع في الدولة، ويسوّق الدعاء بكفايته، وغناه عن الحاجة . ((( " إلى معارف غيره النتيجة الأساسية التي يمكن الخروج بها في هذا المحور هي أن الشيوخ السلفيين ســلكوا تعليمًا نهل منه الإســ ميون المغاربة ثقافة عقائدية ســلفية، ليتم النتقال إلى التي سلكت مســلكًا آخر موازيًا نهلت منه ثقافتها السياسية، كما " الشــبيبة الإسلامية " مكّنهم نضالهم اليومي في الجامعة وفي الشــارع من التأدلج الإســ مي، ومن التشبع . وهو ما يعني أن المنبع الــذي نهل منه هذا التوجه الحركي، لم ((( بالوعــي الحركــي يكن منبعًا محليّا بالأساس، لهذا ل يمكن الحديث عن دور جامعة القرويين وشيوخها ، (الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 6 ، ط الحركات الاستقلالية في المغرب العربي علال الفاسي، ((( . 134 )،ص 2003 ، مصدر " الإصلاحية الإسلامية والصحوة الإسلامية: آليات القطيعة والستمرار " عبد الإله بلقزيز، ((( . 42 سابق،ص . 1832 ، مصدر سابق،ص الحركات والتنظيمات الإسلامية في المغرب عبد الحكيم أبو اللوز، (((

56

Made with FlippingBook Online newsletter