المتخرجين منها، في عملية التأســيس للفعل الحركي الإســ مي بالمغرب. فهو فكر وجد ضالّته في التربة السلفية المشرقية كوعاء للفكر الذي ستؤطره المرجعية الإخوانية كممارسة حركية وسياسية. . محورية نزعة الأيديولوجية "الإخوانية" 2 لم تستطع جماعة الإخوان المسلمين المصرية تشكيل أي فرع لها بالمغرب على غــرار مجموعــة من الدول الأخرى، لكن تتبّع مضمون الخطاب التعبوي والسياســي الذي بدأت تصرفه الحركة الإســ مية في بدايتها الأولى، ســيلاحظ درجة النهل من من جهة، وطبيعة النســق الهيكلي للتنظيــم المعتمد لدى هذه " القامــوس الإخواني " الحركة من جهة أخرى. مما يفســر درجة التَأثَر بالتجربة المشرقية في العمل الحركي الإسلامي، وأيضًا في طبيعة الأفكار ومناهج العمل التي قامت عليها هذه الحركات. أ. تأثير التجربة المشرقية تعمقــت إخوانيــة الرعيل الأول من الحركة الإســ مية المغربيــة حينما بدأت تتجه إلى الســعودية من أجل الدراسة، لتحتكّ هناك " حركة الشــبيبة الإســ مية " أطر بأطــر الإخــوان الذين طردهم النظام الناصري. وبعد الرجــوع إلى المغرب؛ بدأ هذا الجيل الأول في تدريس أبجديات الإخوان في المقار السرية والخلايا التابعة للشبيبة الإسلامية. ، الذي فعلت رحلته إلى " عبد الكريم مطيع " " الشبيبة الإسلامية " من هؤلء زعيم ، وهو 1970 المشرق فعلها في تبلور الفكرة الإسلامية عنده، فقد عاد من الحج، سنة وبدأ " يحمل في جعبته مشروع تنظيم إسلامي، على غرار الإخوان المسلمين بالمشرق، اتصالته بإقناع بعض الإخوة من رجال التعليم وشــباب التلاميذ بمشــروعه الدعوي، " إبراهيم كمال " في هذا الشأن بـ " مطيع " وانطلقت الدعوة بخلايا ســرية، وقد اســتعان لحتكاكــه المســتمر بالتلاميذ ورجــال التعليم ومواظبته على إلقــاء الدروس العامة . ((( " بالمساجد ، في عبد الغني عماد " الإخوان المسلمون في المغرب العربي: حالة المغرب " عبد الحكيم أبو اللوز، ((( ، المجلد الأول، (بيروت، مركز دراسات موسوعة الحركات الإسلامية في الوطن العربي (محررًا)، . 642 )،ص 2013 الوحدة العربية،
57
Made with FlippingBook Online newsletter