الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

التحول نحو الراديكالية: بناء خطاب القطيعة مع الدولة الوطنية

بعد أن بدأت كحركة دعوية ســلمية معترف بها من قبل الســلطات الرســمية، ســتتحول حركة الشــبيبة الإسلامية إلى ســلك نهج مغاير يجعل من السرية والعنف ، وهي الســنة التي شهدت حادث 1975 إحدى أدوات اشــتغالها، خصوصًا بعد ســنة ، والتي تَبَيّن وفق الأحكام القضائية الصادرة " عمر بنجلون " اغتيال المناضل التحادي آنذاك ضلوع قيادات حركة الشبيبة فيها. على هذا الأســاس، يســتلزم البحث الحفر والتنقيب في المسبّبات الرئيسية التي تؤدي بحركة بدأت بنهج اعتدالي، إلى التحول نحو نهج راديكالي، وما يقتضي ذلك من إحداث قطيعة مع السلطة السياسية القائمة، وتبني مشروع مناهض للنظام السياسي القائم، وذلك باستثمار الموروث والمقدس الديني للتعبئة من أجل ذلك. فكيف يمكن قياس سيرورة التحول نحو الراديكالية سوسيولوجيّا وفق المسالك التي اتخذتها الحركة الإســ مية المغربية قيد الدرس؟ وما المظاهر التي اتخذها شــكل هذا التحول؟ ثم ما طبيعة الخطاب الذي أضحت تتبناه الحركة الإسلامية المغربية ممثلة في حركة الشبيبة الإسلامية بعد أن اعتمدت العنف والتشدد كأسلوب حركي للعمل؟ وهل فعً بدأت هــذه الحركة كحركة معتدلة أم هو منهــج تكتيكي اعتمدته من طرفها من أجل تقوية وجودها في الســاحة السياســية والدعوية المغربية خصوصًا أن البنية الجتماعية التي تألّفت منها هذه الحركة، كما تناولنا في الباب السابق، تمثل جيً جديدًا من الشباب ذوي الأصول الجتماعية والثقافية والتقليدية الذين تلقوا تعليمًا عصريّا في المدرســة العمومية، وهاجرت أغلبيتهم إلى المدن بحثًا عن وظائف، وهم منفصلون وظيفيّا عن الطبقة الرأســمالية التي أنشــأها الستعمار كما عن البنية الزراعية التقليدية التي يمثلها الأعيان القرويون، وكلاهما في الواقع من أركان دولة ما بعد الستعمار؟ ولذلك، كان

69

Made with FlippingBook Online newsletter