الأصول الاجتماعية والفكرية للحركة الإسلامية المغربية سيرورة…

الخطاب والسلوك السياسيان لهذه التجربة ينحوان منحى صداميّا متأثريْن بالإحباطات المتوالية داخليّا في المجال الجتماعي والسياسي والثقافي، وبالإحباط القومي الناتج . ((( عن موجة النتكاسات العربية على المستوى الخارجي أولً: خطاب الراديكالية وبناء الهوية الشمولية تبلورت خلال عقد السبعينات من القرن الماضي في المغرب نزعة حركية، كانت ترمي إلى التأســيس لتجربة إســ مية بمنهج حركي تعبوي وإن تعددت مناهج عملها بين العلني والسري، إل أنها توحدت حول رؤية واحدة، تتمثل في السعي نحو إقامة نظام اجتماعي وسياسي بديل لما هو قائم، وذلك وفق تشخيص يقوم على السياقات والدواعي المنشئة للحركة الإسلامية في المغرب كما جرى تناولها سابقًا. 1972 تأسيسًا على ذلك، امتدت فترة انتشار تنظيم الشبيبة الإسلامية ما بين عامي معتمدًا على ما سُمّي بالتكتيك المزدوج، فهو يظهر في الواجهة كجمعية مدنية 1975 و دعويــة وقانونية هدفها توضيح العقيدة ومحاربة الإلحاد، لكنه في الواقع يروّج خطابًا عمر بن " صداميّا، انتهى باستعجال الصراع بعد مقتل أحد رموز اليسار المغربي " قطبيّا " ، الذي اتّهم بالضلوع فيه أعضاء من التنظيم؛ فكان فتح الصراع 1975 ، في سنة " جلون مع التيار اليساري مدخً إلى الصراع مع الدولة وأجهزتها الأمنية بعد انكشاف التنظيم الســري، فاســتمرت عملية الملاحقة التي أدت إلى هروب القادة إلى الخارج وبداية . خلال هذه الفترة، ستظهر النوايا النقلابية داخل 1981 ((( مسلســل التفكك إلى ســنة التنظيــم تلتمس من القاموس القطبــي، القائم على التكفير والتخوين، والدفع بالعنف منهجًا للتغيير. . بناء الهوية الراديكالية 1 بإيجاز في ثلاث محطات رئيسة: " حركة الشبيبة الإسلامية " يمكن اختصار تاريخ ، واستمرت إلى مقتل 1970 و 1969 محطة التأسيس، والتي انطلقت ما بين سنة ، واتهام الحركة وقائدها بتورطها في ذلك مما أدى " عمر بن جلون " القيادي اليساري . 453 ، مصدر سابق،ص الإسلام السياسي ومأزق الحداثة محمد الكوخي وإبراهيم أمهال، ((( ، (الدار البيضاء، منشورات المجلة المغربية للعلوم الإسلام السياسي: مقاربة وثائقية محمد ضريف، ((( . 229 )،ص 1992 الجتماعية،

70

Made with FlippingBook Online newsletter