ت. أُولَيات التحول نحو الراديكالية يبنــي المجنــد الحركي دوره وســلوكه الجتماعــي تجاه الآخريــن (العائلة، والمجتمــع، والقوى السياســية والمجتمعية الأخرى)، وفقًا لمــا يمليه عليه انتماؤه، " يتصوّر " فهو يقوم بما " فــي أغلــب الأحيان، لمجموعة أو جماعة أو حركة ســلفية، أنــه مطالَــب به من خــ ل هذه الجماعة، أو ما تتوقعه الجماعة منه، ويؤول ســلوكه . وفي ((( " وموقفه من الأشــياء والأشخاص والآخرين، ويبني روايته وفقًا لهذا اللتزام حالة الحركات الإســ مية المغربية، أدى الدور الذي لعبته القيادات في بداية نشــأة هــذه الحــركات، دورًا محوريّا فــي إعطاء المعنى للفعل الحركي وخطابه السياســي والأيديولوجي، عطفًا على التصور الذي أعطته للدولة والمجتمع المنشودين. ، إبّان عقد السبعينات " حركة الشبيبة الإسلامية " وعليه، وكما تبينّا سابقًا؛ فتجربة من القرن الماضي، لم تخرج عن سطوة وثقل وكاريزمية الشيخ المؤسّس، الذي عمد إلى بناء نســق مؤسســاتي هرمي داخل المجموعة القائم عليها؛ الأمر الذي كانت له تبعات جوهرية على مستوى التوجهات والخيارات التي سلكتها الحركة فيما بعد. فعندمــا كان التخطيــط قائمًا على حصر عمل الحركة على المســتوى الدعوي، بما يعنيه ذلك من القتصار على البُعد التربوي والإصلاحي لسلوكيات الأفراد داخل المجتمع، لحظنا أن جُلّ المنضوين تحت هذه الحركات كانوا ملتزمين برأي وتصور زعيم التنظيم. ونفس الأمر لما توجهت الحركة نحو العمل السياسي، فقد كان التوجه أيضًا من قبل المجندين بمســايرة الزعيم في القراءات والتوصيفات، التي كان يقدمها لتحليل المشــهد السياســي، بما يشــمل ذلك من تشــدد وتطرف في هذه التصورات والقراءات في كثير من الأحيان. ففي خضم البحث عن النتماء لإطار يضمن التعبير عن الهوية الإسلامية الجماعية، تنحو الجماعة الحاضنة إلى قراءة الواقع الذي تطمح إلى تغييره عبر مستويين: المســتوى الأول: النخراط في عملية التشــكيك في الواقع عبر نســج مقولت معارضة لما يجري داخل المجتمع، وذلك إما باستثمار القاموس الإخواني وما نسجه ، " جاهلية المجتمع " من قبيل " أبو الأعلى المودودي " مســتلهمًا أفكار " ســيد قطب " ، (عمان، مؤسسة أنا سلفي: بحثٌ في الهوية الواقعية والمتخيلة لدى السلفيين محمد أبو رمان، ((( . 26 و 25 )،ص 2014 فريدريش إيبرت،
83
Made with FlippingBook Online newsletter