الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

وتشــير الإحصائيات إلى أن العاصمة، داكار، تحتل أكثر من ثلث المقاولات . وللطائفة المريدية حضور مشهود في المعاملات التجارية والمالية ممث ( (( الكبرى بسوق سانداغا وسط العاصمة عبر محلاتها وأسواقها ومؤسساتها، لكن تهميش العمق السنغالي مما يفوت الفرص على المستثمر المحلي ويضيع عليه مكاسب مالية. والأداء الاقتصــادي الصوفي لم يؤثّر تأثيرًا بالغًا على سياســات الحكومات الإفريقية، ولا في مخططات القوى الكبرى، وكان دائمًا يلعب دور المكمّل في علاقته بالدولة، ولم يشكّل ورقة ضغط عليها، ولعل غاية ما وصل إليه هو تحقيق استقلال مالي وتوفير تمويل ذاتي لمشروعه الروحي، وكأن المراد لهذا النشاط الصوفي أن يظل في حدود لا يتجاوزها في مقابل أدوار أخرى ذات أهمية للسلطات السياسية يعول عليه إنجازها في إطار معادلة ضبط الحقل السياســي والحفاظ على موازين " المنفتحة " القــوى وإضفاء الشــرعية على الأنظمة القائمة، وتمثيل الهويــة الثقافية والمتسامحة وفق طرح يتماشى مع مرجعية الدولة العلمانية ورهان المرحلة. وغنــي عن البيان أن هذه الــدول لم تمتلك بعد قرارها الاقتصادي، وهو ما Africa " صرّح به الملياردير النيجيري، أليكو دانغوت، في مقابلة تليفزيونية مع قناة ، من وضع الأجانب والشركات متعددة الجنسيات يدها على الاقتصاد المحلي، " 24 . وقد تم تداول الخبر على نطاق ( (( وانتشــار هذه الظاهرة في الدول الفرنكوفونيــة واســع، وهو ما يعني أن الرأســمالية المتوحشــة لم تفسح حتى لأهل القارة متسعًا الاســتعمار " للاســتفادة من ثرواتها ومواردها، ما يطبع في الأذهان صدق مقولة: (1) Voir: Résultats du Recensement Général des Entreprises (RGE) ، site de L’Agence Nationale de la Statistique et de la Démographie (ANSD)، juillet 2018, (vu le 25 aout 2018): http://www.ansd.sn/index.php?option=com_ansd&view=titrepublication&id=65 (2) Voir: Dangote, Aliko: Les pays africains francophones ne contrôlent pas leurs économies , site " agenceecofin " , 29 mars 2015, (vu le 27 aout 2018): https://www.agenceecofin.com/politique/2903-27699-pour-aliko-dangote-les-pays- africains-francophones-ne-controlent-pas-leurs-propres-economies

123

Made with FlippingBook Online newsletter