لا يوجد بالفعل في الإســ م، " المقدس " و " الدنيوي " إن التمييز اللاحق بين . على أن عدم المبالاة بشــأن المدينة " الدولة " و " الدين " وكذلك الفصل اللاحق بين قد أدانها الرسول صلّى الله عليه " الأخوة في الإسلام " التي تعني بمعنى من المعاني ، وهو ما يعني أن المؤمن تتراجع جنسيته الإسلامية عندما يضعف اهتمامه ( (( وسلّم بشأن إخوته في العقيدة. وهذا ما يفسّر أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان: الملهم الدينيّ ورئيسَ الدولة والقاضي وقائدَ الجيش. في هذا السياق، نجد في الإسلام عند مع الغاية من المدينة ووسائل الدولة. " السياسة-المدينة-السلطة " نشــأته تآلفًا ثلاثيّا وانطلاقًا من هذا التحليل، تبقى قضية فصل العلاقة بين السلطات السياسية والسلطات الدينية لا معنى لها إطلاقًا على الأقل في أشكالها المطروحة حاليّا. بيد أنه بعد وفاة محمد صلّى الله عليه وســلّم، تحطّم هذا المجال السياســي التي جرت بين الصحابة رضوان " السياسية " المشبع بالمثالية والتجانس جرّاء الفتن الله عليهم وبين التابعين من بعدهم، كما ســرت تلك الفتن إلى الأسر والسلالات التي تولت الخلافة، والتي انتهى بها الأمر إلى أن تفرض تدريجيّا نموذج سياسة- الذي لم يكن معروفًا من قبل في الإســ م. إن هذا " الملك العضوض " ســلطة أي التطور، أو بالأحرى هذا التحول، رجّح بدوره ظهور نماذج مضادة وحركات مقاومة روحية وصوفية، فظهرت الطرق الصوفية التي حاولت استعادة نموذج الزهد والنقاء . ( (( الأخلاقي الذي يستلهم التجربة النبوية، والذي بدا أن الدولة تفتقده . " من لم يهتمَ بأمر المسلمين فليس منهم " ورد في الأثر: ( (( في ضوء هذا الأمر، يبدو بالنسبة لنا أنه من الغباء بمكان أن يوصف التصوف الخالص ( (( من الشوائب على أنه من البدع المنكرة دينيّا، كما يذهب إلى ذلك بعض السلفيين وبعض المتمسكين بحرفية النص الديني، وبغضّ النظر بطبيعة الحال، عن انحراف في جميع الطرق الصوفية، إلا أنه انحرافشجبه ويشجبه شيوخ هذه الطرق أنفسهم. وتبقى الاختلافات في قراءة الإسلام مع تغير الأزمنة والأمكنة، ومع التركيز على جانب واحد أكثر من آخر، وضمن الحدود المسموح بها والمناسبة لأصول الدين، تبقى هي نفسها بمعنى من المعاني تعبيرًا عن طبيعة الرسالة الإلهية الخصبة والدينامية، والتي تكيفت باستمرار مع السياقات المختلفة للوحي، دون أن تخرج أبدًا عن أصول الدين. في هذا الصدد، يبقى التصوف هو إعادة الشيوخ الأكابر لصياغة = المفاهيم وإعادة تعميق الركن الثالث من أركان الإسلام وهو الإحسان، الذي يهدف إلى تنقية
184
Made with FlippingBook Online newsletter