الطرق الصوفية في غرب إفريقيا السياقات الاجتماعية والأدوار …

الثقافي للطرق في مجال الفن أنه لا يوجد مغن ســنغالي واحد لم يخصص أغنية لأحــد رجال الدين. والخلاصة أن الطرق أثرت على جميع جوانب الحياة الفردية كالملابس والأطعمة وطريقة إعدادها والفكر واللغة والفن. ثانيا: الطرق والحياة الاقتصادية تشارك الطرق الصوفية في التنمية الاقتصادية للبلاد عن طريق الإنتاج الزراعي، والزراعة أســاس اقتصاد الســنغال، وهي المجال الأوســع لنشــاط شيوخ الطرق. فقــد بــدأوا منذ ما يربو على قرن بتأســيس قرى زراعية يجمعــون فيها تلاميذهم ويســتعملونهم في اســتغلال حقول كبيرة من الفستق السوداني والحبوب المختلفة مقابل تربيتهم. وتتوقف أهمية الحقول وحجم إنتاجها على منزلة الشــيخ، ولذلك يملــك الخلفاء أراضــي تبلغ آلاف الهكتارات ويســتغلونها على وجه يضمن لهم النصيب الأوفر من الإنتاج. وقــد يقــوم أتباع الشــيخ المقيمون في قراهم بزراعة حقل جماعي للشــيخ تعويضــا لمــا فاتهم من اللحوق به والإقامة عنده لخدمته؛ إذ يعتقد كل تابع أن من واجبه أن يخدم شــيخه بطريقة أو بأخرى، وأن أفضل أشــكال الخدمة هو الانقطاع إلى المرشــد والتفرغ له والســهر على قضاء حوائجه. لكن تطور الحياة في المدن أدى إلى انتقال فريق كبير من الريفيين إليها بحثا عن العمل، واســتقر أكثرهم فيها فصار بعضهم عمالا أو حرفيين أو تجارا أو موظفين. ويقدم هؤلاء لشيوخهم هدايا نقدية تختلف أهميتها حسب الوضع الاقتصادي للمُهدي. فقد يعطي العاملُ العادي لشــيخه خمســةَ آلاف أو عشرة فرنك إفريقي، والتاجر الكبير يعطي ما بين خمسين . وفي بعض الحالات الاســتثنائية، تصل الهدية إلى ملايين ( (( إلى مائة ألف إفريقي الفرنكات، بل إلى مئات الملايين في حالات شــاذة. ولذلك يملك الشــيوخ موارد هائلة تمكنهم من تحسين إنتاجهم الزراعي بل من توسيع نطاق نشاطهم الاقتصادي إلى مجالات أخرى كتربية المواشي والصناعة والتجارة. فرنك غرب إفريقي. 550 الدولار الأميركي يساوي ( ((

41

Made with FlippingBook Online newsletter