على الشمال وما زال الجنوب خاضعًا للتحالف السعودي الإماراتي ومسرحًا لعمليات هندســة وإعادة تشكيل من قبل الإمارات بشكل خاص، مستخدمة المجلس الانتقالي والمليشــيات التابعــة لها. في ظل هذا الوضع ازداد خطــر التهديد الحوثي للأراضي والأجواء الســعودية ولإمدادات الطاقة ومنشــآتها ومرافقها الحيوية بما طوَرته، بدعم إيراني بدأ يخرج للعلن، من أسلحة هجومية لاسيما الصواريخ والطائرات المسيّرة. تطورات مهمة على المستويين 2020 على صعيد الأزمة الليبية، حصلت في العام العســكري والسياســي. فقد تمكنت قوات حكومة الوفاق الشرعية، بدعم تركي، من . 2019 دحــر قوات حفتــر التي ظلت تحاصــر العاصمة طرابلس منذ مــارس/آذار وشكّل اندحار قوات حفتر وتراجعها إلى نواحي سرت والجفرة باتجاه الشرق الليبي هزيمة عســكرية لها وللحلف الإماراتي المصري الفرنســي الذي يدعمها، إضافة إلى مليشــيات فاغنر الروسية. من جهة أخرى أفســحت تلك التطورات الميدانية المجال لاستئناف المفاوضات بين الأطراف الليبية، حيث انعقدت في الأشهر الأخيرة سلسلة مــن جولات الحوار فــي كل من المغرب وتونس وليبيا برعاية أممية تمحورت حول ترتيبات الحل السياســي وإعادة بناء مؤسســات الدولة، المدنية والعسكرية، بعيدًا عن الانقسام الذي تعيشه في الوقت الراهن. إلى جانب هذه الأزمات الممتدة، شهد هذا العام تطورات في بلدان عربية أخرى أبرزها لبنان والعراق والســودان. ففي لبنــان تفاقمت الأزمة الاقتصادية مدفوعة بعدة عوامل من بينها: انعكاســات الأزمة الســورية والعامل الإيراني، والقوى الجديدة التي أفرزها الحراك ومأزق اتفاق الطائف، والشــلل الحكومي وغياب الاستقرار السياسي، وانفجار مرفأ بيروت وما خلّفه من دمار وأضرار مادية ونفسية واجتماعية، وتفاعلات أزمة كورونا. ومع استمرار الاستقطاب السياسي والطائفي الحاد، والعجز عن معالجة آثار الكارثة الاقتصادية التي يهدد تفاقمها استمرار الدولة ووحدة المجتمع، يدخل لبنان دون أية رؤية واضحة للحل أو لإيقاف مسار التدهور. 2021 العام وهو يعاني من أزمــات مركبة ومتعددة 2020 مــن جهتــه، دخل العراق العــام . 2003 الأشكال، هي في مجملها نتائج لما حصل خلال السنوات السابقة منذ العام لكن هذا العام شهد متغيرات مهمة عززت من خطورة هذه الأزمات وتأثيراتها. تدور هذه الأزمات في أغلبها حول قضية مركزية هي ضعف الدولة وعدم قدرتها على القيام بوظائفها الأساسية، مقابل صعود القوى المحلية الموازية المرتبطة غالبًا بدول أجنبية.
9
Made with FlippingBook Online newsletter