جائحة كورونا أزمة عالمية على طريق الاحتواء
السياق ) تعم 19 بــدأت أنباء انتشــار وباء كورونا (كوفيــد- 2020 مــع بدايــات العام أصقــاع العالــم منطلقة من مدينة ووهان الصينية. لم تكد تمر ثلاثة أشــهر حتى بلغ عــدد الإصابات التي تســبب فيها هذا الفيروس الغامــض مليون حالة وعدد الوفيات خمسين ألفًا، أغلبها في الصين والبلدان الآسيوية المجاورة. ومع تسارع وتيرة انتشار إصابة وأكثر من 3 . 700 , 000 الوباء تحولت أوروبا، من بعد آسيا، إلى بؤرة عالمية بـ وفاة مع منتصف العام، ثم ســرعان ما تجاوزتها الولايات المتحدة وبلدان 200 , 000 أميركا اللاتينية. لمحاصــرة الوبــاء والحد من انتشــاره تداعــت دول العالم لاتخــاذ جملة من الإجراءات الوقائية البينية ومتعددة الأطراف تمثلت أساسًــا في إغلاق الحدود ووقف خطوط الطيران وتعطيل حركة المسافرين. أما على الصعيد المحلي فأغلقت المدارس ومقرات العمل والأســواق والفنادق والمطاعم وفضاءات الترفيه وتوقفت حركة النقل بين المدن وتعطلت الأنشــطة الرياضية ومنعت التجمعات وأجبر السكان على ملازمة أحيائهــم ومنازلهم لأيام وأســابيع. بالمقابل، انفتح العالــم الافتراضي على مصراعيه فنشــطت الخدمات الافتراضية وتطورت وسائل التواصل والتوصيل وتعددت منصات التعليم والعمل والتسوّق عن بعد. في نفس السياق وعلى المسار العلمي، انطلقت المخابر وشركات تطوير الأدوية في البحث والتجريب للتخفيف من وقع الجائحة، واشتدت المنافسة بين الدول لتطوير لقاحات مضادة للفيروس. في خضم هذه المنافسة العلمية المحتدمة من أجل محاصرة الجائحة والقضاء عليها، تراجعت حدة الاتهامات المتبادلة بين الصين والغرب بشــأن مصدر الفيروس وطبيعته والسبب الحقيقي وراء انتشاره، ولكنها لم تخفت تمامًا ولم
11
Made with FlippingBook Online newsletter