2020 عام الأزمات

2021 مستقبل أزمة كورونا في العام مع اكتشــاف عدد من اللقاحات لفيروس كورونا وانطلاق عمليات التلقيح في ، يُتوقع أن تبدأ الســيطرة على 2021 وبداية العام 2020 كثيــر مــن البلدان نهاية العام هذا الوباء خلال أشهر قليلة رغم انطلاق الموجة الثالثة فيما يُعرف بالسلالة الجديدة للفيروس. ومع اتساع دائرة التطعيمات وشمولها مختلف بلدان العالم، ستكون البشرية قد طوت صفحة مؤلمة من صفحات الأوبئة العالمية وبدأ العالم يستعيد توازنه ويعود إلى حياته الطبيعية. ســتُرفع القيود عن الســفر وتســتأنف حركة الأشخاص والبضائع والأموال تدفّقها ويخفّ الضغط على المنظومات الصحية الوطنية وتسترجع الأسواق والمؤسســات التعليمية والمرافق الرياضية والترفيهية نشــاطها المعهود. ولكن عودة الحيــاة الطبيعيــة بهذا المعنى لن تعني أن العالم قد تجاوز تداعيات أزمة كورونا على مختلف الأصعدة. فمثلما كانت تداعيات الجائحة على الاقتصاد هي الأشــد مقارنة بتداعياتها على بقية المجالات، فإن تعافي الاقتصاد من آثارها ســيكون هو الأصعب وســيأخذ وقتًا أطــول لعدة أســباب. فالركود الذي دخلته أغلب الاقتصــادات، وخاصة الاقتصادات الصغيرة والناشــئة، والذي يُتوقع أن يكون الأســوأ منذ الركود الكبير أواخر ثلاثينات القرن الماضي، سيستمر لعدة سنوات وغالبًا لن تبدأ مرحلة التعافي التدريجي إلا بعد . فنسب النمو السلبية التي سجلتها أغلب الاقتصادات سيكون من الصعب 2021 العام عكــس اتجاهها خــ ل العام القادم في ظل اقتصاد عالمي مترابط بشــكل كبير على مستوييْ العرض والطلب والإنتاج والاستهلاك وسلاسل التوريد والتوزيع. سيســتمر الاقتصاد العالمــي ومعه الاقتصادات الوطنيــة بمختلف أحجامها في مواجهة آثار الأزمة على المستويين المتوسط والبعيد. فبعض البلدان المصدّرة فقدت أسواقها وستجد صعوبة كبيرة في استرجاعها بعد أن استولت عليها بلدان منافسة في لن يكون من السهل 2020 خضم أزمة كورونا. ونسب البطالة التي ارتفعت في العام خفضها في ظل استمرار الركود والتباطؤ الاقتصادي. بل إن الكثير من الوظائف التي فقدهــا أصحابهــا لن تعود نهائيّا بعدما تكيّف الكثير من أســواق العمل ومؤسســات التشــغيل مع الوضــع الجديد الذي فرضته جائحة كورونــا، وتبيّن مع الوقت جدواه وانخفــاض كلفته التشــغيلية. على صعيد الخدمات أيضًا، لــن يعود الوضع كما كان

15

Made with FlippingBook Online newsletter