2020 عام الأزمات

عليه قبل الجائحة. فالكثير من الخدمات التي انتقلت إلى العالم الافتراضي، ســتظل هناك وسيبدأ تطويرها باعتبارها خدمات تُقدّم عن بعد، خلافًا لما كان عليه الأمر قبل الجائحة. باختصار، ســتتحول كثير من المشــكلات المؤقتة التي خلقتها أزمة كورونا جزءًا من الحل الدائم. أمــا على الصعيدين الصحي والعلمي، فإن تجاوز آثار الأزمة يبدو قريبًا وبكلفة أقــل. فالتوقعات تزداد بأن هذه اللقاحات ســتنجح إلــى حد كبير في محاصرة الوباء والحد من انتشاره. وإذا لم تظهر في الأثناء مضاعفات جانبية لهذه اللقاحات أو طرأت على الفيروس تحولات نوعية تجعل من اللقاحات المكتشفة غير ذات جدوى، أو شهد حتى يُقضى عليه نهائيّا. ولكن 2021 العالــم موجات جديدة، ربما لــن ينقضي العام المشككين في فعالية هذه اللقاحات وفي استجابتها للشروط العلمية الراسخة لهم أيضًا منطقهم وحججهم التي يستندون إليها. وقد يتسبب الجدل بين الفريقين في التأثير على أعداد المتلقين لهذه اللقاحات، وبالتالي على درجة التحكم في تفشيه وفي إمكانيات انتشاره مجددًا. بالتوازي مع هذا الجدل، يستمر جدل آخر حول مصدر فيروس كورونا وحقيقته بين الطبيعة والصناعة المخبرية، وما إذا كانت هذه الجائحة مجرد دورة وبائية طبيعية يشــهدها العالم كما شــهد ما قبلها من دورات، أم أننا إزاء تجربة من تجارب حرب بيولوجية ربما تصبح في المستقبل القريب نمطًا سائدًا من أنماط الحروب. على أية حال، لقد أطلقت هذه الأزمة سباقًا مخبريّا عالميّا هدفه المباشر اكتشاف اللقاحات وتصنيعها، ولكن أهدافه البعيدة قد تدخل في نطاق الاستعداد لحروب قادمة.

16

Made with FlippingBook Online newsletter