العربية التي لا تزال متمســكة بحل الدولتين كشــرط للتطبيع، وبالتالي إيقاف كثير من مفاعيل صفقة القرن القائمة على الإكراه، والعودة إلى حل الدولتين، ولكن ســتكون بشــروط أخرى وبوتيرة أقل حماسة، وبضعف فلسطيني أكثر مما مضى، وبفائض قوة إسرائيلي. الموقف الأوروبي بالجملة لا يزال يلتزم بحل الدولتين وبالقرارات الأوروبيون: الدولية التي قامت عليها عملية السلام، لكنه يدفع في اتجاه تنازلات تكون بإقرار من الفلسطينيين أنفسهم، من ذلك تبادل الأراضي مثً بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتكمن أهمية الدور الأوروبي في أن كثيرًا من الإجراءات الإسرائيلية تلقى رفضًا دوليّا بسبب ، " صفقة القرن " عدم إضفاء الأوروبيين الشــرعية عليها، وهم لم يضفوا الشرعية على لأنها مخالفة للقرارات الدولية مثل تلك التي تنص على انسحاب إسرائيل من الأراضي ) أو تلك الخاصة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين أو 424 (القرار 1967 المحتلة عام )، وهكذا. ولكن أثبتت التجربة السابقة مع إدارة ترامب أيضًا، أن 194 التعويض (القرار الموقف الأوروبي لا يكون فعّاً أو قويّا بشكل كاف إلا بالتكامل مع الدور الأميركي . " عملية السلام " في مؤشرات على المستقبل هناك عدة عوامل ومتغيرات ستؤثر على مسار القضية الفلسطينية، يمكن ذكر أهم أربعة منها، ستحدد وجهة عملية السلام وما يمكن أن تتعرض له أسسها من تغيير: ، من " لعملية الســ م " تغيّر مركز المقاربة نتيجة لحقبة حكم ترامب، فقد أو ً: وفق صفقة القرن، " الســ م مقابل السلام " وفق أوسلو إلى " الأرض مقابل الســ م " وبمجيء إدارة الرئيس الديمقراطي، جون بايدن، ستكون المقاربة الجديدة خليطًا من المقاربتين، وســيكون النزاع حول تغليب بعض مكونات أحدها على الأخرى. وهذا سينعكس تغييرًا في المقاربة الدولية لعملية التسوية، سواء من الأوروبيين أو من بقية الفاعليــن الدوليين، وهو ما ســيكون محل تجاذب بيــن كل الأطراف المعنية بعملية السلام. بالنسبة للدول العربية وعلاقتها بالفلسطينيين، يبقى الموقف العربي السائد هو ثانيًا: التمسك بمبادرة السلام العربية وستلعب كالعادة الدول المجاورة كالأردن ومصر أدوارًا تقليديــة من حين إلى آخر. ولكن أوجدت صفقة القرن للعرب مســارًا جديدًا موازيًا
28
Made with FlippingBook Online newsletter