هذا الاختلاف يظل هامشــيّا بالنظر إلى ما يجمعهما من رؤى وتصورات. فهو مؤيد لإسرائيل ويصف نفسه بأنه صهيوني وصديق لتسعة ممن تولوا منصب رئيس الوزراء في إسرائيل، ولن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. مؤخرًا، أضيف إلى تلك الملفات الشائكة في العلاقة بين البلدين ملف اغتيال قائد . ومن الواضح أن مجيء 2020 فيلق القدس، قاســم سليماني، في بغداد، مطلع العام بايدن إلى الحكم وذهاب ترامب لن يطوي هذه الصفحة، وسيظل ملف الاغتيال، وفق ما يؤكده خامنئي والحرس الثوري بصورة متكررة، ملفّا مفتوحًا ما لم تأخذ إيران بالثأر لسليماني. ما يقلّص فرص تسوية هذه القضايا أن روحاني لم يتبق له في الحكم غير ستة أشهر ليودع مكتب الرئاسة في إيران، وهي مدة قصيرة جدّا لحل معضلة العلاقة مع واشنطن على افتراض وجود نية للعودة إلى الدبلوماسية، والتسليم بعودة بايدن إلى الاتفاق النووي، وإن كان ذلك محاطًا بالتشكيك لعدد من الأسباب، أهمها: إيران تشترط عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات قبل الدخول – في عملية تفاوض مســتقبلية، فيما يقول بايدن: إن سياســة الضغط على إيران ستبقى قائمة. فالعقوبات الأميركية على إيران سلســلة معقــدة ومتداخلة وبعضها يقع خارج إطار الاتفاق النووي، ولذلك، فإن رفعها لن يكون عمً ســه ً. وإذا كان ترامب قد سعى لإجبار إيران على التفاوض مجددًا وتوقيع اتفاق جديد، فإن الرئيس المنتخب، بايدن، لن يكون بمقدوره تجاوز العقبات التي وضعتها إدارة ترامب بشــأن محاصرة إيران من خلال هيكلية العقوبات المعقدة. بايدن يريد أن تكون العودة إلى الاتفاق مشــروطة، أو مرهونة بفتح ملفات – تفاوضية أخرى في مقدمتها البرنامج الصاروخي الإيراني، والنفوذ الإقليمي لإيران. في المقابل، تؤكد إيران أنها لن تفاوض على ملفها الصاروخي. فهو من الخطوط الحمراء لدى المرشــد الأعلى، آية الله علي خامنئي، وكذلك لدى مؤسســة الحرس الثوري المســؤولة مباشــرة عن البرنامج الصاروخي وعن حمايته وتطويره. إلى جانب ذلك، تؤكد إيران أنها لن تدخل في مفاوضات دولية بشأن سياساتها الإقليمية، لكنها مع ذلك أرسلت رسائل واضحة بشأن استعدادها لمفاوضات إقليمية مع دول الجوار. ويمكن لهذه المفاوضات أن تسهم في حلول إقليمية لبعض الملفات مثل الحرب في اليمن، إلا أن ذلك مرتبط بصورة أساسية بإمكانية دخول السعودية وإيران في مفاوضات بشأن هذا الملف تحديدًا.
38
Made with FlippingBook Online newsletter