في ظل سياسة الغلاسنوست التي اتبعها غورباتشوف وأدت إلى انفجار المسألة القومية في أكثر من جمهورية من جمهوريات الاتحاد الســوفيتي. ولكن النزاع بين أذربيجان ، عندما وقع الانهيار الفعلي 1991 وأرمينيا لم يتطور إلى حرب شــاملة إلا مع نهاية للاتحاد السوفيتي. مالت الحرب في مراحلها الأولى لصالح أذربيجان، ولكن انخراط أعداد متزايدة من الضباط السوفيت السابقين، والاستخدام الكثيف لطائرات الهيلوكوبتر المسلحة، إلى جانب حالة عدم الاستقرار السياسي في باكو، أدى في النهاية إلى إنهاك الجيش الأذري وهزيمته. ، وليس باتفاق سياســي 1994 انتهــت الحرب الأولى بوقف لإطلاق النار، في نهائي. وقامت منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، التي لعبت دورًا نشــطًا في الوساطة، بتشكيل لجنة من روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وفرنسا، عُرفت بعد ذلك باللجنة الرئاسية لمجموعة منسك، لقيادة التفاوض بين الطرفين والعمل على التوصل إلى حل نهائي. على الأرض، حققت أرمينيا ســيطرة شــبه كاملة على إقليم ناغورنو قره باغ، وعلى كل الشــريط الحدودي الأذري، الذي يفصل الإقليم عن أرمينيا. ولأن الصراع اتسم منذ بدايته في نهاية الثمانينات بقدر واسع من الوحشية والجرائم ضد المدنيين، فقــد دفــع الانتصار الأرميني إلى تهجير ما يقارب المليــون من الأذريين من قره باغ ومن الشــريط الحدودي الأذري مع أرمينيا. وبالرغم من أن الأمم المتحدة، بموافقة روسية، اعتبرت الأراضي الأذرية أراضي محتلة، وأن المجتمع الدولي لم يعترف مطلقًا بالجمهوريــة الأرمينية التي أُعلنت في قره باغ، فقد فشــلت اللجنة الثلاثية لمجموعة ، اندلعت الحرب 2016 منسك في تحقيق أي تقدم نحو حل النزاع. ففي أبريل/نيسان من جديد وعلى نطاق واســع، وليس من الســهل التعرف على الطرف الذي بدأها، ســيما أن المناوشات لم تتوقف مطلقًا بين الطرفين على خطوط التماس. ولكن تلك الحــرب، التي اســتمرت لأيام أربعة فقط، أظهرت ثقة أذريــة كبيرة بالنفس. وانتهت الحرب كســابقتها بوقف لإطلاق النار، بعد أن أحرزت أذربيجان تقدمًا لعدة عشرات من الكيلومترات المربعة في عدد من المواقع الاستراتيجية. طــوال العقد الثاني من القرن الحادي والعشــرين، عملت أذربيجان على إعادة بناء قواتها المســلحة. وبالرغم من أن تقارير تفيد بأن أذربيجان، التي تربطها علاقات جيدة مع إســرائيل، حصلت على معدات عســكرية متقدمة من الجانب الإســرائيلي، إلا أن المؤكد أن تركيا لعبت الدور الرئيس في بناء القوات المســلحة الآذرية، ســواء
64
Made with FlippingBook Online newsletter