143 |
من جهة، ومن جهة أخرى على المؤسســات اإلعالمية في المنطقة العربية االنفتاح على مؤسسات التعليم اإلعالمي وعمل شراكات ليس في مجال التدريب فقط وإنما حتــى في الجانب األكاديمي المهني، فالكثير من حملة شــهادة الدكتوراه في مجال اإلعالم غير ممارسين وال يملكون مهارات التطبيقات اإلعالمية، ومن التجربة العملية يتعلم ويكتســب العاملون في مجال اإلعالم خبرات ومهارات من الميدان ال يمكن اكتسابها في قاعات الدرس األكاديمي. رابعًا: الدمج بين األساليب الكمية والكيفية في بحوث اإلعالم واالتصال، واالتجاه إلى األبحاث التحليلية النقدية والتقييمية، والتطويرية، والمســتقبلية، لما لها من دور في دراسة الظواهر االتصالية وتوفير العالج للعديد من القضايا وسبر أغوارها، فمن األهمية خلق تكامل بين أكثر من منهج أو نظرية لدراســة قضايا ومشكالت اإلعالم واالتصال في الوطن العربي، فاالعتماد على األسلوب الكمي وحده، أو على األسلوب الكيفي وحده، ال يوفر تصورًا علميًّا دقيقًا لدراسة الظواهر اإلعالمية واالتصالية، ألن البحث في هذا المجال يفرض على الباحثين الربط بين مختلف األدوات والمناهج لتحقيق التكامل الذي يتيح دراســة الظاهرة في ســياقها والغوص في أعماقها حتى يتحقق الفهم الشــامل لها، وهذا ما توفره األســاليب الكيفية. وباستخدام األساليب الكميــة يتم تحقيق الموضوعية، والمصداقية والواقعية في النتائج قدر اإلمكان. لذا، فتبني نموذج منهجي مختلط أو هجين يجمع كليهما في بحث واحد يتيح االستفادة من مزاياهما معًا، ويقلِّل من القصور الناتج عنهما منفصلين، ويمكن أن يسهم ذلك في توافر إنتاج فكري إعالمي اتصالي تتمخض عنه أطر نظرية أكثر مالءمة واستيعابًا ومواكبة لما يحدث في المجتمعات العربية. خامسًا: إعادة النظر في طرق تدريس اإلعالم واختيار من يَدرُسَه كتخصص، وتركز أدبيات تعليم اإلعالم حديثًا على وضع استراتيجيات جديدة لمناهج تعليم اإلعالم؛ حیث ترتكز هذه االستراتيجيات على أربعة عناصر أساسية لعملية التعلم التي یكون محورها الطالب في األســاس، وهي: المعلومات، والمشاركة، والممارسة، والتقییم. وســواء كان تعليم اإلعالم یتم بأســلوب إلقاء المحاضرات العادیة أو عبر الوسائط اإلعالمية الرقمية، فإنه ینبغي توافر مناخ حماســي، متعدد وغني بالمعارف يتجانس والســیاق المجتمعي الذي یُدرس فیه والبد أن یحتوي هذا المنهج على العديد من الجوانــب التطبيقية التي یقوم الطالب بتنفيذها فردیًّا أو بالعمل في جماعة، ثم تقییم
Made with FlippingBook Online newsletter