| 88
، كان الدســتور ينص على عدم االعتراف 2011 المرجعية الداخلية للشــريعة. فقبل بسمو المرجعية الدولية على المرجعية الداخلية، وبعدها، تم االعتراف المقيد بسمو .) 40 المرجعية الدولية على المرجعية الوطنية( إدارة الصارع � . التسامح و 3 مع ارتقاء الوعي اإلنساني، بتراكم المعرفة وانتقالها السلس بين الجغرافيات المختلفة، صار لفكرة التسامح الديني مكانة مركزية في إدارة الدول لمسألة االختالفات العقائدية داخل المجتمع، واستطاعت في العديد من التجارب تحقيق الحد األدنى من االنسجام االجتماعي بأبعاده المختلفة. . التسامح وسبل فك االشتباك العقائدي 3.1 ال جدال في أن غياب التســامح يؤدي بشــكل آلي إلى استفحال التعصب، وانتصار العنف بكل أشكاله، وسيادة عقلية التطرف والتجريم في السلطة والدين والمجتمع. فكريًّا، يعني عدم التسامح حجب وتحريم حق التفكير واالعتقاد والتعبير. وسياسيًّا، فإن عدم التسامح يعني احتكار السلطة، والسعي إلى السيطرة عليها لمصادرة الرأي اآلخر تحت أي مبرر أو مسمى. ودينيًّا، يعني عدم التسامح منع االجتهاد وتحريم أي رأي حر، كما يتجلى ذلك في حالة عدد من الدول، التي تعرف الطائفية، واالستبداد السياسي، والحد من حرية التعبير، والغلو في فهم الدين. ومقابل التعصب، سعى التسامح لتنقية السموم، التي تتسرب إلى العالقات اإلنسانية، وهي تتشكَّل وتتبلور على مدى تاريخ طويل من وجود البشر على األرض، وتقلُّبهم فيها. وبما أن الصراع يأتي غالبًا من التعصب لموقف، أو رأي، أو عقيدة، أو انتماء، أو جغرافيــا... فإن التســامح هو الــذي يمنع الصراعات مــن أن تتأبَّد وتصبح هي األصــل. لهذا بد ًل من الحديث عــن الصراع، يمكن الحديث عن إدارة الصراع أي إدارة االختالف، وتقبُّل اآلخر، ندًّا لنا، له ما لنا، وعليه ما علينا. ومع انتشار مظاهر التعصب، تتجلى الحاجة إلى التسامح، وإدراك اآلخر، واستيعابه. وما ينتشر من عنف في المالعب نتيجة التعصب للفرق الكروية، تجل واضح النتقال التعصب من مســائل أساســية مثل الدين والوطن واأليديولوجية، إلى مسائل هامشية مثــل التفضيالت الكروية والفنية، والميوالت الذاتية، التي ال تخضع لمنطق بل تنبع
Made with FlippingBook Online newsletter