مجلة لباب العدد 8

| 112

ثـم جـاء دخـول الاتحـاد السـوفيتي علـى الخـط، باعتبـاره إحـدى الـدول المنتصـرة فـي مـن إيطاليـا، لتنقـذ ليبيا مـن التمزيق؛ ً الحـرب العالميـة الثانيـة، ومطالبتـه بطرابلـس بـد حيـث فـزع الحلفـاء الأوروبيـون المتحفـزون لاقتسـام الغنيمـة الليبيـة مـن دخـول الـروس علــى الخــط، وحصولهــم علــى موطــئ قــدم علــى الضفــة الجنوبيــة للبحــر الأبيــض المتوسـط فـي مواجهـة أوروبـا، فتنازلـوا عـن فكـرة تقسـيم ليبيـا، وبـادروا بالاعتـراف ا للاتحـاد ً ـدة، “لا رغب ـة ف ـي اسـتقلالها، ولك ـن إبع ـاد َّ باسـتقلالها دول ـة واحـدة موح ). وق ـد لخـص حم ـدان 86(” ا لخط ـر تسـلله إل ـى البحـر المتوسـط ً السـوفيتي، واسـتبعاد .)87(” رة َ ت المسـتعم َّ هـذه المفارقـة بقول ـه: “لقـد اختل ـف الاسـتعماريون، فاسـتقل . الدلالات الاستراتيجية المتجددة 5 تتســم العديــد مــن أفــكار حمــدان عــن الجغرافيــا السياســية الليبيــة بالصلابــة ومقاومـة الزمـن، فهـي لا تـزال تحافـظ علـى قيمتهـا رغـم مـرور نحـو نصـف قـرن ـز علـى العناصـر ِّ علـى كتابتهـا، والسـبب فـي ذلـك هـو منهجيـة حمـدان التـي ترك الثابت ـة مـن الجسـد السياسـي، كالموضـع والموقـع والأبعـاد. وفـي حال ـة كتاب ـه عـن ا، ف ـإن أف ـكار حم ـدان عـن المربع ـات الليبي ـة الأربع ـة، وعـن النوات ـن ً ليبي ـا تحدي ـد وغلافهمـا الصحـراوي، وعـن مشـكلة اتسـاع المسـاحة ونـدرة السـكان، وعـن أبعـاد ليبيـا المتعـددة... لا تـزال مفاتيـح تحليليـة ثمينـة لأيـة دراسـة سياسـية أو اسـتراتيجية للحال ـة الليبي ـة. ا، فالاختلال ّ ً ولا تـزال بعـض المعـادلات الليبيـة التـي تحـدث عنها حمـدان ثابتـة نسـبي ـف حم ـدان َّ ا من ـذ أن أل ً ب ـن الوف ـرة الجغرافي ـة والن ـدرة الديمغرافي ـة ل ـم تتغي ـر كثي ـر ا تشـير ّ ً كتابـه قبـل نحـو نصـف قـرن، بـل إن بعـض الدراسـات الليبيـة الحديثـة نسـبي إلـى تراجـع النمـو الديمغرافـي الليبـي فـي العقـود الأخيـرة، ومنهـا دراسـة للباحـث

Made with FlippingBook Online newsletter