العدد 16 – نوفمبر/تشرين الثاني 2022

| 66

، في " اتفاق أبراهام " يأتــي التطبيع العربي-اإلســرائيلي األخير، والذي يحمل اســم ، في ظل انهيار النظام العربي، الذي أصبح هشًّا وتنافسيًّا 2020 شــهر سبتمبر/أيلول ومخترقًا، وفي ظل انكشــاف إســتراتيجي غير مسبوق للفلسطينيين وبخاصة بعد أن ). وعلى 2 تجاوزت بعض األنظمة العربية وبشــكل علني مركزية القضية الفلسطينية( نحو الفت، وصل التطبيع إلى مرحلة تحالف تهدف إلى رســم خريطة نفوذ جديدة في المنطقة تستند إلى فكرة مركزية تفيد بأن إسرائيل باتت عنصر استقرار. واكتسبت هذه الفكرة زخمًا غير مســبوق بعد أن أعادت بعض الدول الخليجية تحديد مصادر التهديد، فاعتبرت إيران، وليس إســرائيل، وسياســاتها التوســعية هي مصدر التهديد الرئيس. ســتقوم هذه الدراســة بتفكيك مفهوم التطبيع، وتقديم اإلطار التاريخي لهذا المفهوم فيما يخص القضية الفلسطينية، كما ستعمل على فحص هذه الفكرة وفيما إذا كانت كافية إلحداث الرخاء واالســتقرار. وبشــكل أدق، سيُفكِّك هذا البحث فرضية تفيد بأن التطبيع سيُرْسِي دعائم السالم في المنطقة ويؤدي إلى رفاه اقتصادي، وسيجيب على التساؤل التالي: هل ما بلغه مسلسل التطبيع حاليًّا يدعم هذه الفرضية أو يُفنِّدها؟ ولمقاربة هذه الفرضية والســؤال عن آفاق التطبيع وإمكانية إرســاء دعائم السالم في المنطقة، تعتمد الدراسة المنهج البنائي (البنائية) في العالقات الدولية؛ إذ ستركز على البعد االجتماعي المشــترك للسياسة. وبوجه أدق يركز هذا المنهج على األفكار في توجيه سلوك الفاعلين الدوليين، حيث إن جزءًا كبيرًا من فهم سلوك الموقف الشعبي مث ًل من التطبيع هو فهم دور الهوية واإلدراك في بناء التصورات عن التهديد. فدور األفكار يتجاوز القوى المادية. وانطالقًا من هذه االفتراضات تحاول الدراسة أن تبني نظــرة أكثر اجتماعية وأكثر إرادية وذلك خالفًا للمفاهيم المادية والحتمية لتصورات المدرســة الواقعية الجديدة على وجه التحديد واألنطولوجيــا المادية المهيمنة على دراسة السياسة الدولية بشكل عام. . في مفهوم التطبيع 1 ال يوجــد تعريف مانع وجامع لمفهوم التطبيع ليتفق عليه المراقبون والباحثون، فهو يعني شيئًا مختلفًا لكل طرف من أطراف الصراع. ومع ذلك، يمكن قبول تعريف أن

Made with FlippingBook Online newsletter