| 68
. من 1977 نوفمبر/تشرين الثاني 19 أعقاب زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل، في البحث " الجدير هنا اإلشارة إلى مبررات السادات في السالم مع إسرائيل، ففي كتابه ، تحدث الرئيس السادات عن الحاجز النفسي بين الجانبين وتجربته في " عن الذات ؛ األمر الذي أتــاح له الفرصة للنظر لألمور من 54 الســجن المنفــرد في زنزانة رقم ). كانت للســادات تجربة مريرة في الســجن في النصف الثاني من 6 موقع مختلف( ). ركز السادات على ما كان يراه 7 األربعينات، تعلَّم منها أهمية تغيير المرء ألفكاره( حاجزًا نفسيًّا يقف عائقًا أمام التقدم في العالقات مع إسرائيل. وهنا يضيف السادات: الحاجــز النفســي الذي أعنيه هنــا، هو ذلك الجدار الضخم من الشــك والخوف " .) 8 ( " والكراهية، بل وسوء الفهم؛ إذ إن ك ّل من الطرفين غير مستعد لتصديق اآلخر وبعد تقديم طويل عن ضرورة تغيير األفكار، يصل السادات إلى السبب الذي دفعه ماذا يمكنني إذن أن أُغيِّره؟ لقد درجنا على عد إسرائيل " لزيارة إسرائيل، وهنا يقول: موضوعًا مشــحونًا بحساســية وخطورة إلى الدرجة التي تُحرِّم االقتراب منه، بل لقد اســتمر هذا الموقف ســنين طويلة حتى بلغت التراكمات حدًّا يصعب معه التغيير إن لم يكن يســتعصي فع ًلً؛ تمامًا مثلما حدث بالنســبة للنظرة اإلسرائيلية للعرب. وهنا وجدت أن السبيل إلى التغيير البد أن يتناول صلب هذه النظرة وجوهرها. فإذا كان لنا أن نناقش جوهر القضية وأساسها بغية تحقيق السالم الدائم، فالبد لنا من أسلوب جديد تمامًا؛ أسلوب يتخطى مرحلة الشكليات واإلجراءات ويكسر حاجز عدم الثقة .) 9 ( " المتبادلة حتى ال نعود للدائرة المغلقة والطريق المسدودة لكن الســادات كان يعرف أن الســ م مع إســرائيل يعني استعادة األراضي المصرية المحتلــة وإنهــاء حالة الحرب، أما التطبيع فهو شــيء آخر. وفي هذا الصدد، يقول الســادات: بعد سنوات من الحروب وســفك الدماء ال يمكن إقامة عالقات طبيعية بين ليلة وضحاها. وبســرعة كبيرة أصبحت مفردة التطبيع أمرًا مخج ًلً، وقد وُظِّفت هذه المفردة ســ حًا من قِبَل القوى السياســية المناهضة التفاق الســ م لمهاجمة المطبِّعين والنظام معًا. وعليه، فحتى أنصار عملية السالم وجدوا من الصعوبة بمكان التنصل من انتقاد التطبيع، وأصبحت إدانة التطبيع بدًل من التطبيع واجبًا مدنيًّا على " إقامة عالقات طبيعية " الجميع. وبكلمة أخرى، ساد المفهوم العربي الذي يميز بين أو دبلوماسية بين الحكومات، والتطبيع بمعنى إقامة روابط بين الشعوب.
Made with FlippingBook Online newsletter