| 80
التخلص من الكابوس الديمغرافي المتمثل في وجود الفلسطينيين في فلسطين. وإذا كان منطق مبادرة الســ م العربية يفيد بأن الســ م يأتي أو ًل ثم التطبيع، فإن منطق صفقة القرن يفيد بأن التطبيع يأتي أوًل ثم يتم البحث عن صيغ سالم. ، لألب " الجدار الحديدي " المنطق اإلسرائيلي كان واضحًا وله جذور تعود إلى فكرة الروحي لليمين اإلســرائيلي، فالديمير جابوتنسكي، في النصف األول من عشرينات القرن الماضي. وتركز هذه الفكرة على اســتخدام القوة وتهميش المسألة الفلسطينية ). وما 21 حتى يسلِّم العرب بحقيقة وجود إسرائيل وعدم جدوى المقاومة والمقاطعة( أن سلَّم الجانب العربي بهذا المنطق حتى قامت دول عربية بالتطبيع مع إسرائيل دون انتظار المسار الفلسطيني، وجاءت هذه الحملة من التطبيع في سياق اتفاقات أبراهام لتطرح سالمًا حارًّا وتطبيعًا كام ًل على عكس الحالة األردنية والمصرية. المفارقة هنا أن إســرائيل كانت تحتل أراضي مصرية وأردنية، لكن في حالة اإلمارات والبحرين والمغرب والسودان مث ًل لم تكن هناك حروب مباشرة مع إسرائيل ولم تحتل األخيرة أراضي تابعة لهذه الدول. يعكس هذا المنطق أيضًا مزاجًا إســرائيليًّا تبلور بفعل انتصار اليمين اإلســرائيلي في الداخل وتغير النظام العربي، فالعملية السلمية انهارت تمامًا، وهيمن اليمين اإلسرائيلي على كل مفاصل صناعة القرار في الدولة العبرية، وتزايد عدد المســتوطنين ليتجاوز ألف مســتوطن؛ ما يعني أن هناك كلفة سياسية باهظة ألية محاولة للحد 750 حاجز مــن وجودهم ناهيك عن إخالئهم. وباركت اإلدارة األميركية الموقف اإلســرائيلي في القدس عندما نقلت السفارة األميركية من تل أبيب إلى القدس، ووصل االنقسام الفلســطيني درجة لم يكن ليتصورها أحد من قبل، كما أن األَسْــرَلَة وصلت إلى حد شارك فيه حزب عربي بحكومة يمينية. في هذا السياق، جاءت موجة التطبيع األخيرة التي دشنتها كل من اإلمارات والبحرين لتلحق بهما الســودان والمغرب. وتختلف هذه الموجة عن ســابقتها فيما يلي: أو ًلً: تغير مصادر التهديد بالنسبة لعدد من الدول العربية، فإيران بد ًل من إسرائيل هي من يهــدد هــذه الدول، وعليه توصل قادة هذه الدول إلى قناعة جديدة تفيد بأنه في ظل االنكفاء األميركي في الشــرق األوســط ال ضير من التحالف مع إســرائيل الحتواء الخطــر اإليراني. ثانيًا: انهيار النظام العربــي وغياب القيم الرافعة له، فعندما وقَّعت
Made with FlippingBook Online newsletter