70 عامًا على الأونروا اللاجئون الفلسطينيون من منظور شامل

التحول من مفهوم التناقضين، الأساسي والثانوي، إلى مفهوم التناقضين، المهم والداهم أطروحتي في هذا السياق مفادها أنه قد آن الأوان للتحول عن الثنائية الفصامية المتمثلة في التقابل بين التناقض الأساســي والتناقض الثانوي صوبَ ثنائية أخرى أكثــر إبداعًــا وحراكًا: وذلك بتقرير أن بعــض القضايا مهمة وبعضها داهم عاجل. وإذا كان الصراع مع الممارسات الاستعمارية لإسرائيل هو من بين القضايا المهمة -على شاكلة العدالة الاجتماعية والمواطنة والمساواة بين الجنسين واحترام حقوق الإنســان- فإن بعض تلك المطالبات تكتســب صفة الداهــم العاجل في لحظات بعينها. والداهم الحالي بالنســبة لمدينة ما داخل ضمن ما هو مهم فحســب بالنسبة لمكان آخر، وهذا الفكر المتجدد من شأنه تحريرنا من ذلك التأقيت الممتد الذي يعمينا عن المشــكلات المجتمعية اليومية ويحجب عنّا التعامل مع مجموعة كبيرة واستثنائية من التحركات الاجتماعية. ، وتخللها جدل محتدم 2019 شهد لبنان لحظة ثورية في أكتوبر/تشرين الأول بين معسكرين: الأول من يرى أن انتفاضة الشباب الراهنة تنادي بأن الإطاحة بالنظام السياسي الطائفي واستبدال طبقة السياسيين الفاسدين ما هو إلا تناقض ثانوي سيضر بالتناقض الأساسي، ألا وهو الصراع الحالي في مواجهة الإمبريالية بالمنطقة، لاسيما ألف 900 عندما أقيمت إسرائيل وشرّدت 1948 تلك التي يعود تاريخها إلى العام فلسطيني. أما المعسكر الثاني (الذي أنتمي إليه) فرأى أن مطالبات الانتفاضة داهمة الإمبريالية والممارســات الاستعمارية الإسرائيلية هي " مقاومة " عاجلة في حين أن مــن قبيل القضايــا المهمة في تلك اللحظة في لبنان. وفي الســياق ذاته، يصطف مع النظام السوري (متجاهً طبيعته الوحشية الاستبدادية " مقاومة الإمبريالية " معسكر وممارسته المنهجية للتعذيب) لا لشيء إلا لأن النظام المذكور ظل داعمًا للمقاومة اللبنانية (حزب الله). وعلى الشاكلة نفسها، يجب على الشعب اللبناني أن يتحمل

93

Made with FlippingBook Online newsletter