أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

التردي الأمني والاقتصادي والخدمي، فبنغازي ومدن الشــرق التي تميزت عن مدن الغرب بعدم انقطاع الكهرباء والماء عنها خلال الســنوات الماضية، عانت م وما بعده نفس المعاناة، ولو أحســنت الحكومة في إثبات 2020 خــ ل عــام وجودها خاصة في ملفي الخدمات والاقتصاد، فإن رأيًا عامّا جديدًا قد يتشكل تجاه الوضع السياسي بعمومه، وتجاه نفوذ حفتر تخصيصًا. والصــورة لا تختلــف كثيرا في الغرب الذي يتســم بســيطرة مجموعات وكتائب مســلحة أثّر نفوذها على سياسات وقرارات حكومة الوفاق، وهي اليوم تدرك أنها تواجه ســخطا شــعبيا وضغوطا دولية إذا تورطت في عرقلة حكومة الوحدة الوطنية. هذا علاوة على الجنوب الذي يعاني كثيرا في الخدمات العامة وصار مستباحا أمنيا. ولقد دفع هذا الوضع المأزوم إلى تطلع شرائح واسعة إلى الوفاق والوحدة أملا في أن تخرج البلاد من وضعها المتردي. الأهم من كل ذلك هو الأثر الإيجابي، كما ســبقت الإشــارة إليه، لتغير العامل الخارجي الذي كان له تأثير خطير ومدمر على وحدة البلاد واستقراراها وتسبب في تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. فمن الواضح أن التأثير السلبي والخطير للأطراف الدولية صار إلى تراجع، مما يعطي فرصة لحكومة الوحدة الوطنية في أن تعمل في مناخ إيجابي نســبيا، مــع التأكيــد على أن تحييد الأطراف الإقليمية والدولية ليس نهائيا، وقد يتحول مــن فرصة إلى تهديد إذا تعثــرت الحكومة وتحركت قوى داخلية ضدها لتجد الأطــراف الإقليمية والدولية ضالتهــا فتعيد الكرة، ويبدو أن هذا التخوف يتجه إلى أن يكون واقعا في ظل الخلاف بين البرلمان بقيادة عقيلة صالح والحكومة برئاسة عبد الحميد ادبيبة. ثانيا: حكومة الوحدة الوطنية وتحديات إنجاز المهمة التغيّر على المســارين الداخلي والخارجي ســيكون دافعــا قويا لحكومة الوحــدة الوطنيــة في أن تنجز ما حددته من أولويات خــ ل المرحة الانتقالية الجديدة، إلا أنه، كما ســبق الإشــارة إليه، لا يعني إزاحة العراقيل السياســية والأمنيــة والاقتصادية والاجتماعية نهائيا، فالتحديات ظلت قائمة وظهر تأثيرها

183

Made with FlippingBook Online newsletter