أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

ضخامة الجهاز الإداري الحكومي أشرنا إلى أن تبني الاشتراكية على النهج الذي اتبعه القذافي بتأميم القطاع الخاص أدى إلى تضخم القطاع العام بشكل كبير، وصار هو الملاذ لكل البالغين ســن العمل الوظيفي، حتى تعاظمت الخدمة المدنية ليصل عدد موظفي الدولة إلى نحو مليونين، أي نحو ثلث عدد الســكان، وهي نســبة كبيرة جدا، ويرتبط ذلك بمحدودية الإنتاجية للموظفين والعمال، ويوضح كيف شكل تضخم الجهاز الإداري أحد أهم أســباب المختنق الاقتصادي والاجتماعي الذي واجهته البلاد منذ عقود. ولأن أعداد المتدفقين إلى القطاع العام في ازدياد، ولصغر وضعف القطاع الخاص الذي ظل محدود الأثر والمســاهمة فــي الناتج القومي، فقد صار بند منذ التســعينيات، كما سبق % 40 المرتبات في الميزانية كبيرا حيث شــكل نحو الإشارة إليه. عدم كفاءة الإنفاق التنموي 120 بلغــت نفقات التنمية خلال ثلاثة عقود حتى نهاية التســعينيات نحو ، وبلغت التعاقدات للمشــروعات التنموية في قطاعات الإســكان ((( مليار دولار والمرافــق والكهرباء والخدمات العامة من تعليــم وصحة وغيرها خلال العقد الأول مــن الألفية الثالثة ما يعــادل المبلغ المذكور، إلا أن رداءة البنية التحتية، وعدم كفاية وكفاءة المشــروعات التي تعتمد عليها الخدمات العامة من إسكان وكهرباء ومياه ومرافق عامة ومواصلات واتصالات وتعليم وصحة يكشــف عن عدم جدوى ما تم إنفاقه. معضلة الإنفاق الاستهلاكي الكبير في ظل أزمة الإي اردات دخــل الاقتصاد الليبي أزمته الأولى في منتصف الثمانينيات، بعد ما عُرف ، ولأن التوســع الضخم في الإنفاق على مشــروعات ((( بالصدمة النفطية الثانية 29 بسيكري مرجع سابقص ((( بين العرب وإسرائيل، إذ استخدمت الدول 1973 الصدمة النفطية الأولى كانت في أعقاب حرب ((( العربية المصدرة للنفط البترول سلاحًا فقاطعت به الدول التي تدعم إسرائيل مما أدى إلى ارتفاع

21

Made with FlippingBook Online newsletter