أحد عشر عامًا على ثورة 17 فبراير الليبية المسارات، العثرات،…

والاجتماعــي. صحيح أن الضغوط كانت كبيرة على المجلس فيما يتعلق بنهج الانتقال، إلا أن للقيادة دورها ومســؤوليتها في الانتقال الصحيح، وكان يمكن أن تقــوم بما يلزم للتصــدي للضغوط التي تريد تحقيق مصالح فئوية أو خاصة على حساب الانتقال الصحيح، وإقناع الرأي العام وتعبئته باتجاه المقاربة المثلى للانتقال الديمقراطي، وهذا ما لم يقع. الخلاصة يمكن القول إن المرحلة التأسيســية الأولى بعد ســقوط النظام لم تمض بشكل جيد، وكان سبب الإخفاق أن التركة السياسية والأمنية، سواء التي راكمتها توجهات وسياسات وممارسات النظام السابق أو تلك التي اقترنت بالثورة وكانت إفرازا مباشــرا، أكبر من قدرات وإمكانيــات المجلس الوطني الانتقالي ومكتبه التنفيذي. وعندما تظهر مؤشرات عن عجز الجهات المسؤولة في إدارة الأزمة بشكل مُرضٍ تظهر تحديات جديدة كانت كامنة ووجدت في العجز والارتباك ســانحة للبروز، ولقد مثلت الاحتجاجات الكثيرة التي واجهها المجلس الانتقالي تعبيرا عن هذه المفارقة. محمــود جبريــل، الذي أجمع كثيرون على كفاءتــه وأهليته لإدارة الأزمة والتأســيس لمرحلــة ما بعــد الحرب، لم ينجح في المهمــة التي أُنيطت به في رئاسة حكومة الثورة لأسباب عدة أهمها الخلاف بينه وبين المجلس الانتقالي، فقــد اعتبر محمود جبريل المجلــس الانتقالي معيقا لجهوده وأنه يمارس مهاما تنفيذية من اختصاص المكتب التنفيذي، وتحكّم (المجلس الانتقالي) في المال . ((( العام وأوجه إنفاقه وجرّد المكتب التنفيذي من كثير من صلاحياته لكــن التبعــة في عجز المكتب التنفيذي عن إدارة الأزمة زمن الثورة وبعد سقوط النظام لا تقع على عاتق المجلس الانتقالي وحده، فقد كان لعدم تماسك وانســجام وفاعلية المكتب التنفيذي أثره المباشر في عدم تحقيق نتائج مُرضية. فقد ترك غياب محمود جبريل المستمر عن البلاد، وانشغاله بمهمة حشد الدعم

. 525 شلقم، مصدر سابق،ص (((

71

Made with FlippingBook Online newsletter