مــن هنــا، فقد كانــت النخب المهيمنة علــى الحركة الصهيونيــة قبل الإعلان عن إســرائيل متجانســة من ناحية عرقية، وثقافية؛ حيث كانت تتشــكل من العلمانيين . )1( الغربيين 1977-1948 النخب الإسرائيلية ، واصلت النخب 1948 بعد الإعلان عن إسرائيل، في الخامس عشر من مايو/أيار العلمانية الغربية احتكار الســلطة ومواطن التأثير المختلفة على المجتمع الإســرائيلي؛ حيث إن هذه الســيطرة لم تكن معرضة للتهديد لغياب أية مجموعات عرقية وثقافية أخرى قادرة على تحدي هذا النفوذ ومنافسته. فنظرًا لأنهم احتكروا الســيطرة على المؤسسات السياسية والعسكرية والتعليمية والاقتصادية التي كانت قائمة في فلسطين قبل الإعلان عن إسرائيل والتي باتت الركيزة الأساســية للكيان الجديد، فقد كان من الطبيعي أن يشكّل العلمانيون الغربيون النخبة السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية في الكيان الجديد. وقــد مكّــن التفــوق الديمغرافي العلمانييــن الغربيين من اكتســاح الانتخابات التشريعية التي نُظّمت بعد الإعلان عن الكيان الجديد، وهو ما جعلهم يمثلون النخبة السياســية، من خلال الانفراد بتشكيل الحكومات المتعاقبة واحتكار الأغلبية المطلقة . 2 في البرلمان فحتى الانقلاب السياسي الذي مثّلته نتائج الانتخابات التشريعية التي أُجريت عام ، والتي جاءت باليمين بقيادة الليكود لأول مرة إلى سدة الحكم، ظلت الائتلافات 1977 الحاكمة التي تضم الأحزاب العلمانية ذات التوجه الاشتراكي تسيطر على الحكومات التي تعاقبت على إدارة دفة الأمور في إسرائيل. ، لم يكن للمتدينين والشرقيين القدرة 1977 و 1948 وفي الفترة الفاصلة بين عامي على لعب أدوار مهمة في إدارة الحكم أو التأثير على الفضاء العام، من خلال الجهاز البيروقراطي والمؤسسات التعليمة والثقافية والإعلامية والقضائية، التي كانت محتكرة )، (حيفا، الجامعة ופירוד ליכוד מגמות : בישראל חברה דפוסי الأنماط الاجتماعية في إسرائيل ( ((( . 16 ،ص 5 )، المجلد 1986 المفتوحة، نوفمبر/ 27 ديموغرافيا أعضاء الكنيست- ورقة معلوماتية، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، ((( https :// bit . ly / 2UA8fYD :) 2018 مارس/آذار 15 ، (تاريخ الدخول: 2017 تشرين الثاني
27
Made with FlippingBook Online newsletter